نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 437
تتكفل المخابرات الأمريكية والبيت الأبيض من الآن فصاعدا وقبل الآن ؟ ! بإملاء ما يجب على أبناء الصحوة الإسلامية أن يفعلوه بل يمكنهم رسم الخط العام والخاص الذي يجب أن تسير فيه هذه الصحوة . فالقرار قد يصدر هناك فتحمله الرجال أو الأقمار الصناعية ، وقد يصل إلى المتنفذين والمتعاونين مع الغرب " عدو الصحوة " ومن ثم يجد طريقه إلى عقول رجال الدين المشرفين على المؤسسات الدينية الذين تؤدي رواتبهم الدولة وتشرف على أعمالهم ، فيتحول ذلك القرار أو الأمر إلى استنباط من كتاب الله وسنة رسوله ( ص ) أو اجتهاد إسلامي إذا أخطأ صاحبه فله أجر وإذا أصاب فله أجرين ؟ ! وهذا الواقع والمثال ليس حكرا على المؤسسة الدينية السلفية . وإنما يجد له الأمثلة والنماذج المماثلة في باقي بلدان العالم الإسلامي . وقد وقفت يوما مذهولا وأنا أقرأ نص الحوار الذي أجرته إحدى المجلات العربية مع مفتي مصر . حيث سألته المجلة عن حقيقة التهم يوجهها الأصوليون " أبناء الحركة الإسلامية " في مصر للدولة من أنها تنشر الفساد بترخيصها بيع الخمور ، وغضها الطرف على انتشار الدعارة المنظمة . فكان رد المفتي ، استغرابا واستنكارا وقال هذا الكلام غير صحيح أنا لا أرى خمرا تباع ولا فساد في مصر . إن هذا الرجل الذي وضعته الدولة في موقع يمكنه أن يحلل الحرام ويحرم الحلال ، يسكن برجا عاليا جدا لا يسمع فيه ضجيج المجتمع . وهو مع ذلك قد أغمض عينيه وأغلق أذنيه ولم يعد يرى أو يسمع سوى ما تمليه عليه الإرادة السياسية للحكومة القائمة . طبعا هذا الكلام عندما يسمعه جمهور الناس وخصوصا البسطاء منهم يضحكون ويستهزئون في نفس الوقت على السذاجة المتعمدة لهؤلاء العلماء والفقهاء . ولو نزل السيد المفتي ونزع لباسه الديني وسأل في الشارع أي مواطن عن مخمر أو مكان قريب بياع فيه الخمر .
437
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 437