responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 393


أما الوهابية فكانت قد وجدت طريقها إلى عقول وقلوب الكثير من شبان نجد وشيوخها وانتشرت كتب الشيخ ابن عبد الوهاب ورسائله بين الطلبة هناك . ولا نعتقد أن الضربة العسكرية وإن كانت قوية قد أثرت على إيمان من كان قد آمن بعقائد التوهب آنذاك . ولم يتهم " العقيدة الجديدة " بأنها سبب ما حل بالقرى والمدن من خراب ، سوى من لم يكن قد آمن بها وإنما كان خاضعا لقوة السيف . أما الأتباع المخلصون للعقيدة الجديدة فقد اتهموا أنفسهم والتزامهم الديني وأرجعوا الهزيمة إلى " الذنوب " التي اكتسبها المجتمع الوهابي آنذاك فاستحق العذاب وخربت بلده وقضي على دولته .
هذه " الذنوب " التي لم يبين لنا المؤرخ ابن بشر ما هي وما طبيعتها . وإن كان سفك دماء المسلمين ونهب أموالهم من كبائر الذنوب ، لكن لا أظن أن ابن بشر يقصد ذلك ، لأن ذلك في عرفه جهاد في سبيل الله .
لكن الجيش الإسلامي وإن لم يقض على الحركة الوهابية فإنه بلا شك استطاع أن يخرب الجهاز أو الإطار الذي كان يجمع الوهابية . وبعد الهزيمة وتهجير آل الشيخ إلى مصر لم يعد هناك من محور يلتف حوله أتباع هذه الحركة التي لم تكن قد تشكلت كمؤسسة دينية واضحة المعالم ، كما لم تظهر شخصية فاعلة أو متميزة يمكنها أن تلعب دور المحور الذي يعيد تجميع ما تفرق ، وإنما ظلت الوهابية موجودة بشكل عام لدى بعض الطلبة والمشايخ الذين لم يرتدوا عن تعاليمها . بل استمر تلقينها ودراسة بعض كتب الشيخ ابن عبد الوهاب ، لكن على نطاق ضيق وبشكل فردي . ولو استمر الأمر على ذلك لكانت اليوم في حكم المندثر الذي عفا عنه الزمان . لكن قرنا سياسيا سينجم لهذه الحركة من جديد ومعه ستلبس الحركة الوهابية ثوبها الجديد وستنطلق فاتحة غازية .

393

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست