نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 289
البخاري في كتاب ( بدء الخلق ) بلفظ " كان الله تبارك وتعالى ولم يكن شئ غيره " ، وورد في رواية أبي معاوية في كتاب ذاته " كان الله تبارك وتعالى قبل كل شئ " . وورد في كتاب التوحيد بلفظ " كان الله ولم يكن شئ قبله " . ولما كانت الروايتان الأوليتان أصرح في الرد على الفلاسفة الذين أثبتوا حوادث لا أول لها ، أي أثبتوا ما يسمونه القدم بالنوع ، فقد اختار ابن تيمية أن يشطب عليهما ويرجح عليهما رواية " . . . ولم يكن قبله شئ " [109] . وقد أشار إلى ذلك ابن حجر في فتح الباري وعلق عليه بأن لا مسوغ للترجيح ما دام " الجمع يقدم على الترجيح " [110] . والنتيجة أن " شيخ الإسلام " تطوح في هذه المسألة وتخبط وتقاذفته أمواج الفلسفة فرمت به بعيدا عن السلف اعتقادا وسلوكا . وإن كان الدكتور البوطي لم يجنح إلى تكفيره صراحة كما صرح الغزالي بكفر الفلاسفة الذين يعتقدون بقدم العالم ، فإن شيخ الإسلام قد كفاه تعمد ذلك عندما قال في إحدى رسائله حول معنى الاستواء وبعض آيات الصفات : " ثم يقال لهؤلاء : إن كنتم تقولون بقدم السماوات والأرض ودوامها ، فهذا كفر ، وهو قول بقدم العالم [111] . ونرجع مرة أخرى إلى التناقض في كلام الشيخ وكتاباته ليتبين لنا أن الحقيقة السلفية أو مذهب السلف عند الشيخ ، كائن برأسين كل منهما ينطق بخلاف الآخر . ونرجو من أتباعه اليوم أن يحيلونا على الصواب في هذا الاختلاف والتباين علنا نستحق أو نظفر بالانتساب إلى مذهب السلف ، هذا المذهب الذي لا يحيد عنه إلا زائغ مبتدع ضال .
[109] السلفية ، ص 170 . [110] فتح الباري ، ج 13 ص 318 - 319 ، أنظر ، م س . [111] السلفية ، ص 172 .
289
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 289