responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 268


الباطن ، لا شعائر ظاهرية ، فما جدوى قيامك وقعودك في الصلاة إذا كنت مشغول القلب بغير الله ؟ ! مدح الله تعالى أقواما بقوله تعالى * ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) * ، وذم أقواما بقوله : * ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) * .
وهذا هو الذي يعنيه ابن عربي بقوله إن التعبد محرابه القلب أي الباطن لا الظاهر . . .
الصوفي الحق ليس هو الذي يستجدي قوته ويتكفف الناس ، إنما هو الصادق الذي يهب روحه وقلبه ، ويغني في الله بطاعة الله ، ومن هنا تنبع قوته ، فلا يخاف غير الله .
ولعل ابن عربي قد أثار عليه بعض الفقهاء لأنه أزرى على اهتمامهم بالجدل في العقائد ، مما يشوش على صفاء القلب ، ثم في وقوع الفقه وافتراضاته فأسماهم ( فقهاء الحيض ) وأعيذك بالله أن تكون منهم ألم تقرأ قول ابن عربي ( من يبني إيمانه بالبراهين والاستدلالات فقط لا يمكن الوثوق بإيمانه ، فهو يتأثر بالاعتراضات ، فاليقين لا يستنبط بأدلة العقل إنما يعترف من أعماق القلب ) . ألم تقرأ هذا الكلام الصافي العذب قط ؟ ! .
قال ابن تيمية : أحسنت والله إن كان صاحبك كما تقول فهو أبعد الناس عن الكفر ، ولكن كلامه لا يحمل على هذه المعاني فيما أرى .
قال ابن عطاء الله : إن له لغة خاصة ، وهي مليئة بالإشارات والرموز والإيحاءات والأسرار والشطحات .
ولكن فلنشتغل بما هو أجدي ، وبما يحقق مصلحة الأمة فلنشتغل بدفع الظلم ، وحماية العدل المنتهك ، أرأيت ما فعله بيبرس وسلار بالرعية منذ خلع الناصر نفسه ، فانفرد بالحكم ، وإن عاد السلطان الناصر وهو يؤثرك على كل الفقهاء ، ويستمع لك فاسرع إليه وانصح له [76] .



[76] الدكتور سيد الجميلي مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط 1 ، 1985 م ، ص 12 إلى 20 ، بتصرف . وقد ذكر هذه المناظرة عدد من المؤرخين مثل ابن كثير وأوردها الأستاذ عبد الرحمان الشرقاوي . كما نقلتها مجلة المسلم الصادرة عن العشيرة المحمدية بالقاهرة عدد 4 - 5 الصادر في 20 أغسطس 1982 م .

268

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست