responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 245


الصحيح للزهد والتربية الروحية [51] .
فابن تيمية حسب هذا الرأي لم يرفض التصوف جملة وتفصيلا وإنما انتقد ما طرأ عليه من خروج على الأهداف ومناهج تربية الإسلامية الأصيلة . يقول ابن تيمية : وما وقع في هؤلاء من فساد الاعتقاد والأعمال أوجب إنكار طوائف لأصل طريقة المتصوفة بالكلية حتى صار المنحرفون صنفين : صنف يقر بحقها وباطلها ، وصنف ينكر حقها وباطلها . كما عليه طوائف من أهل الكلام والفقه . والصواب : إنما هو الإقرار بما فيها وفي غيرها من موافقة الكتاب والسنة والإنكار لما فيها وفي غيرها من مخالفة الكتاب والسنة [52] .
وهذا الرأي الذي ذكره الشيخ الحراني فيه من الوضوعية ما فيه ، وقد شاركه فيه عدد ممن درس التصوف وتعرض لعلاج مشكلاته العقائدية والسلوكية .
فأغلب الفقهاء يقفون موقفا معاديا لعقائد الحلول ووحدة الوجود والاتحاد التي وصم بها ما يسمى التصوف الفلسفي مع ابن عربي وابن سبعين والحلاج وعمر بن الفارض وغيرهم .
وإن كان هؤلاء وأتباعهم قد جنحوا إلى التأويل ، أي صرف ما يصدر عنهم من أقوال أو كتابات عن معناها الظاهري ، الذي قد يفهم منه الحلول والاتحاد أو وحدة الوجود .
قد يعتقد البعض أن ما ذمه ابن تيمية في طريقة أهل التصوف هو ما يعرف عنهم من شطحات وأحوال غربية تطرأ على بعضهم فتخرجه عن الحال المألوف ، فمنهم من يتفوه بكلمات غير مفهومة حال جذبه ، وقد تكون تلك الكلمات أو العبارات تخالف بمنطوقها بعض عقائد الإسلام ، كما ويصدر عن بعضهم أفعال تتعارض مع ما ندبت إليه الشريعة ، كتمزيق الثياب والصياح والغيبوبة لساعات بل ربما لأيام كثيرة . بالإضافة إلى طريقتهم في المأكل



[51] المرجع السابق ، ص 198 .
[52] المرجع السابق ، نقلا عن الفتاوى ، ج 10 ص 82 .

245

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست