responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 212


العصور . وقد استمر وجودهم بها بعد الفتح الإسلامي بالإضافة إلى الوجود المسيحي لقربها من مدينة الرها ذات الأغلبية النصرانية . حيث ولد هرقل إمبراطور الروم .
تقع هذه المدينة في صحراء الجزيرة بين دجلة والفرات زارها الرحالة ابن جبير سنة ( 580 ه‌ ) فوصف أجواءها وطبيعتها بعبارته المسجوعة . فقال : بلد لا حسن لديه ، ولا ظل يتوسط برديه [6] فلا يألف البرد ماؤه ، ولا تزال تتقد بلفح الهجير ساحاته وأرجاؤه ولا تجد فيها مقيلا ، ولا تتنفس فيها إلا نفسا ثقيلا ، قد نبذ بالعراء . ووضع في وسط الصحراء ، فعدم رونق الحضارة وتعرت أعطافه من ملابس النضارة [7] .
وإذا كانت الصراعات السياسية والمذهبية قد أوجدت لها مناطق نفوذ جغرافية عرفت عبر تاريخ الإسلام ، حتى أضحت من مسلمات التاريخ . فإن منطقة حران قد إشتهرت بولائها الشديد لبني أمية ، وتوارث أبناؤها هذا الولاء جيلا بعد جيل ، إلى عصر ابن تيمية . هذا الولاء الذي تترجمه حادثة تاريخية مهمة وعميقة ذلك عندما أمر عمر بن عبد العزيز بوقف لعن الإمام علي بن أبي طالب على المنابر ، فقد ساء أهالي حران هذا المنع وقالوا : " لا صلاة إلا بلعن أبي تراب " [8] .
وأما مذاهب أهلها فمنذ أن تقسم الناس على المذاهب كانت حران موطن الحنابلة لا ينازعهم فيها أحد . وتخرج منها علماء كثيرون فقهاء ومحدثون لا



[6] أي برد الصباح وبرد المساء .
[7] ابن تيمية حياته عقائده ، موقفة من الشيعة وأهل البيت . صائب عبد الحميد مركز الغدير للدراسات الإسلامية ، ط 1 - 1994 م ، ص 25 .
[8] د . علي الوردي ، وعاظ السلاطين ، دار كوفان ، لندن ط 2 ، 1995 م ، ص 163 .

212

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست