responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 158


الوقت وأثبتوا أن اعتقادهم هذا يؤدي إلى التشبيه والجسمية لا محالة ، وكيف لا يؤدي إليهما ، والإشارة الحسية إليه جائزة ، ولذلك تصدى لهم الفقيه الحنبلي " ابن الجوزي " ونفى أن يكون ذلك مذهب السلف ، ونفى أيضا أن يكون ذلك رأي " الإمام أحمد " . يقول ابن الجوزي في ذلك :
رأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصح ، فصنعوا كتبا شانوا بها المذهب ، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام ، فحملوا الصفات على مقتضى الحس ، فسمعوا أن الله خلق آدم على صورته ، فأثبتوا له صورة ووجها زائدا على الذات ، وفما ولهوات وأضراسا ، وأضواء لوجه ، ويدين وإصبعين وكفا وخنصرا وإبهاما ، وصدرا وفخذا وساقين ورجلين ، وقالوا ما سمعنا بذكر الرأس ، وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات ، فسموها بالصفات تسمية مبتدعة ، ولا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل . ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر من صفات الحدث . ولم يقنعوا أن يقولوا صفة فعل ، حتى قالوا صفة ذات ، ثم لما أثبتوا أنها صفات قالوا لا نحملها على توجيه اللغة ، مثل يد على نعمة وقدرة ، ولا مجئ وإتيان على معنى بر ولطف .
ولا ساق على شدة ، بل قالوا نحملها على ظواهرها المتعارفة ، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين ، والشئ إنما يعمل على حقيقته إن أمكن ، فإن صرف صارف حمل على المجاز ، ثم يتحرجون من التشبيه ، ويأنفون من إضافته إليهم ، ويقولون : نحن أهل السنة ، وكلامهم صريح في التشبيه . وقد تبعهم خلق من العوام ، وقد نصحت التابع والمتبوع ، وقلت لهم يا أصحابنا ، أنتم أصحاب نقل واتباع ، وإمامكم الأكبر " أحمد بن حنبل " رحمه الله يقول وهو تحت السياط : كيف أقول ما لم يقل ، فإياكم أن تبتدعوا من مذهبه ما ليس منه ، ثم قلتم في الأحاديث ، تحمل على ظاهرها ، فظاهر القدم الجارحة ، ومن قال استوى بذاته المقدسة فقد أجراه سبحانه مجرى الحسيات ، وينبغي ألا يهمل ما يثبت به الأصل ، وهو العقل ، فإنا به عرفنا الله تعالى ، وحكمنا له

158

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست