نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 157
وللاستواء ، ونسبوا إليه القول بقدم الحروف والأصوات [87] . وإلى تلك المعتقدات أشار الزمخشري في نظمه وهو يعرض لوصف المذاهب الأربعة . يقول عن المذهب الحنبلي : وان حنبليا قلت قالوا بأنني * ثقيل حلولي بغيض مجسم [88] ويقول الذهبي في كتابه " زغل العلوم " وقد ذكر الحنابلة وما ينقم عليهم ما لفظه : والعلماء يتكلمون في عقيدتهم ويرمونهم بالتجسيم ، وبأنه يلزمهم ، وهم بريئون من ذلك إلا نادرا [89] . والحقيقة أنهم كذلك إلا قليلا منهم ، وقد عكس الذهبي الحقيقة والعلماء الذين ذكروهم لا يفترون عليهم . ومنهم ابن الجوزي الحنبلي كما سيأتي . ولقد انبرى كما قلت سابقا بعض العلماء لنفي هذه التهمة عن أحمد باعتباره رابع الأئمة المعترف بتقليدهم . ولكن محاولاتهم راحت أدراج الرياح . يقول الحشوية إن أحمد بن حنبل يقول كذا أو روي عنه كذا ، ويقول غيرهم أن ما يقولونه منكر من القول ، لا يصح أن ينسب لهذا الإمام السلفي الأثري ، لكنهم أصحابه وأقرب الناس إليه كما يدعون وأعلم بمذهبه من غيره . أليسوا هم من صنعه وأقام صرحه . يقول الشيخ أبو زهرة : إن ابن تيمية يقرر أن مذهب السلف هو إثبات كل ما جاء في القرآن من فوقية وتحتية واستواء على العرش . ووجه ويد ومحبة وبغض . وما جاء في السنة من ذلك أيضا من غير تأويل ، وبالظاهر الحرفي . فهل هذا مذهب السلف حقا ؟ . ونقول في الإجابة عن ذلك : لقد سبقه بهذا الحنابلة في القرن الرابع الهجري كما بينا . وادعوا إن ذلك مذهب السلف ، وناقشهم العلماء في ذلك
[87] الفكر السامي ، ج 2 ص 22 . [88] المرجع نفس ، ص 23 . [89] العواصم والقواصم ، ج 4 - ص 325 .
157
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 157