نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 140
يقول : لولا أحمد بن حنبل وبذل نفسه لما بذلها لذهب الإسلام [57] . ويرى علي بن المديني بأن الله أيد هذا الدين باثنين لا ثالث لهما أبو بكر الصديق يوم الردة وأحمد بن حنبل يوم المحنة . . . ثم لا يلبث ابن المديني أن يقطع في الحماس لنفس الموضوع شوطا أبعد من ذلك حين يروي الميموني على لسانه أنه : ما قام أحد بأمر الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قام أحمد بن حنبل فقال له : يا أبا الحسن ولا أبو بكر ؟ قال : ولا أبو بكر الصديق . إن أبا بكر كان له أعوان وأصحاب ، وأحمد لم يكن له أعوان وأصحاب [58] . ونختتم الكلام عن المحنة بقول محمد بن الحسن الثعالبي يقول : فالمسألة ( أي خلق القرآن ) كانت سياسية أكثر منها دينية بدليل أن الخلاف الذي هولوا به في مسألة الكلام تبين أنه لفظي ، إذ الصفات القائمة بذاته تعالى قديمة والمعتزلة لا يقرون بقيام الصفات بالقديم فرارا من تعدد القدماء ، والحروف والأصوات التي ننطق بها نحن حادثة وإن تعصب بعض المنتسبين لابن حنبل ، فقالوا بقدمها ، بل قالوا : إن الجلد وغلاف المصحف أزليان وهو جهل وعناد ومثله لا يعد في آراء أهل العلم ، فتبين أن لا خلاف إلا في إثبات قيام الصفات به تعالى . . . ومن أعجب ما يراه الناظر المتبصر في هذه المسألة أن ابن حنبل وحزبه تحرجوا أن يقولوا ، أن القرآن مخلوق ، لأنه لم يرد على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن السلف الصالح وأنعم وأكرم بالوقوف عند حد ما ورد . لكنهم أنفسهم لم يقفوا عند حد ما ورد ، بل قالوا : إنه غير مخلوق ، وأنه قديم . وكلا اللفظين لم يردا أيضا ، فكان الاعتراض مشترك الإلزام ، بل ورد في القرآن * ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ) * . ولعمري أنه لا فرق بين محدث ومخلوق ، بل إن الذي يقول إنه قديم ، وأنه غير مخلوق هو الذي بظاهر
[57] طبقات الحنابلة ، ص 7 . [58] مصطفى الشكعة ، إسلام بلا مذاهب ، ص 432 ، نقلا عن الطبقات 1 / 17 .
140
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 140