نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 134
كما تضمنت هذه الرسائل التاريخية مجمل حجج القول بخلق القرآن وأغلبها نقلية . وإن كان للمعتزلة آراء عقلية للدفاع عن خلق القرآن فإن ذلك لا يظهر في هذه الرسائل ، ولربما كان ذلك متعمدا وخصوصا وأن المخاطبين بهذه الحجج لا يعترفون للعقل بأي سلطان في فهم الدين أو تقريره ، لذلك جاءت الحجج ، مجموعة من الآيات القرآنية التي يفهم منها إن القرآن مخلوق . وليس قديما كما كان يعتقد أصحاب الحديث وغيرهم من العامة . وقد جاء الخطاب موجها لهذه الفئة شديد اللهجة متهما إياهم بالضلال والشرك والكفر وإنهم منحرفون عقائديا . فإما التوبة والرجوع إلى الحق ، أي القول بخلق القرآن ، وإما السيف ؟ ! . وإذا كانت الرسائل قد ذكرت بعضا من أسماء الممتحنين ، فقد جاء ذكر أحمد بن حنبل من ضمنهم ، حيث وصفته الرسالة بأنه جاهل ، وأن المأمون سمع مقالته التي اعتذر بها . وفي الأخير أمر المأمون واليه أن يشخص إليه من أبى من المحدثين والفقهاء أن يعترف بخلق القرآن . لقد اعترف مجموعة من المحدثين والعلماء بخلق القرآن سواء اعتقادا منهم بصحة ذلك ، أو خوفا من السيف أو مصانعة كما ذهب ابن كثير لذلك ، خوفا على مناصبهم أو مكانتهم العلمية . لأن وكما جاء في رسالة المأمون ، فقد أمر واليه أن يمنع أي فقيه أو عالم من الإفتاء أو التحديث في المساجد أو امتهان القضاء ، إذا لم يكن ممن يؤمن بخلق القرآن . وهذا القول لابن كثير فيه بعض من الصحة ، والمأمون نفسه انتبه لذلك فهو يقول عن سعدويه الواسطي الذي اعترف بخلق القرآن : " قبح الله رجلا بلغ به التصنع للحديث والتزين به والحرص على طلب الرئاسة فيه أن يتمنى وقت المحنة فيقول بالتقرب منها متى امتحن فيجلس للحديث [47] . ومن الذين اعترفوا بخلق القرآن نذكر المحدث الكبير وشيخ أحمد