نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 128
أبو الخلفاء ولم يخلع طاعتهم رغم ما تعرض له من تنكيل ومضايقة من طرف ثلاثة ملوك منهم ، ( المأمون والمعتصم والواثق ) . لكن موقفه من المتوكل كان فيه بعض التناقض فهو وإن كان يؤمن بشرعية خلافته وضرورة إطاعته والتسليم له ، إلا أنه كان يرفض صلاته ويفر منها فراره من الأسد . بل كان ينهى أهله وأقاربه وخصوصا ابنه عبد الله عن أخذ ما يبعثه المتوكل من أموال ، ولقد اعتبر ذلك شدة ورع منه وتجنبا للحرام ؟ ! . إن هذا الموقف لأحمد من علي بن أبي طالب عليه السلام وأهل بيته والذي بدا معتدلا ومتميزا في تلك الفترة ، التي كان بغض علي وأهل بيته رائجا فيها ومما يتقرب به إلى الخلفاء ، قد جعل بعضا من علماء الشيعة وعامتهم ينظرون إليه بنوع من الاحترام . وقد ذكر لنا التاريخ أن بعضا من الهاشميين قد شارك في جنازته وتغسيله وتشيعه حتى قال بعضهم : لقد غلبنا على تغسيل أحمد الهاشميون . طبعا يجب الانتباه إلى شئ مهم ، وهو أن مواقف أحمد بن حنبل جاءت بعد شهرته وانتشار صيته ، وبعدما أصبحت له مكانة خاصة لدى السلطان والعامة . فلم يكن لأحمد شهرة تذكر قبل انفراج الأزمة ، لوجود عدد من كبار المحدثين ، من هم شيوخه وأساتذته . كما أن محنة خلق القرآن التي تورط فيها المعتزلة لم تكن لتخص أحمد بن حنبل بن طالت عددا كبيرا من الفقهاء والمحدثين ، ومنهم من قدم حياته جراء موقفه المخالف . ومنهم من نكل به وضرب وسجن ومات في السجن ، ومنهم من لم يفرج عنه إلا زمن المتوكل . وبما إن اسم أحمد وشهرته قد ارتبطت بهذه المحنة ، وغالى الحنابلة في وصفها وأنشأوا القصص والأساطير حولها ، وكثرت المبالغات ، صبوا جلها في رافد مذهب إمامهم ، وجعلوا ذلك مقياسا للأفضلية والاتباع . فسنعرض لهذه المحنة حتى نعرف مكانة أحمد بن حنبل فيها . كما دونتها وقائع التاريخ العام بعيدا عن الغلو والزيادات التي عرف بها أتباع المذهب الحنبلي ماضيا وحاضرا .
128
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 128