responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 106


وقد ظهر أخيرا اختلال عجيب ومثير للجدل ، عندما ظهرت معارضة سياسية خلفيتها الفقهية والأصولية المذاهب نفسها التي كانت تدعم السلطة فيما مضى ، وبينهما علاقة أبوة وبنوة شرعية لا يشك أحد من المطلعين في ذلك .
والسبب في ذلك ، دخول عناصر جديدة في الصراع لم تكن شاخصة للعيان فيما مضى .
* السياسة وانتشار المذاهب الفقهية :
نرجع لنقول ولنؤكد حقيقة تاريخية وهي أن المذاهب الفقهية المحصورة اليوم عند أهل السنة والجماعة في مذاهب أربعة ، قد نمت وترعرعت في ظل السلطة وتغذت بطعامها وشربت من مائها حد الارتواء . وسبب انتشارها وفرضها على الجماهير المسلمة إنما يرجع إلى تولي دعاتها والمؤمنين باجتهاد أصحابها لمناصب حكومية كان أهمها منصب القضاء . يقول الباحث أسد حيدر : " لقد اتضح لنا أن للحكومات دخلا في نصرة المذاهب وانتشارها .
فإذا كانت الحكومة قوية وأيدت مذهبا من المذاهب تبعه الناس بالتقليد ، وظل سائدا إلى أن تزول الدولة . وانتشار المذاهب وعظيم الإقبال عليها لا يدل على قوتها الروحية وعواملها الذاتية . فقد رأينا أن قوة الدعاة وتدخل السلطة أقوى العوامل لنشر المذاهب ، يقول شاة ولي الدهلوي : " وأي مذهب كان أصحابه مشهورين ، وأسند إليهم القضاء والإفتاء واشتهرت تصانيفهم في الناس ، ودرسوا درسا ظاهرا ، انتشر في أقطار الأرض ، ولم يزل ينتشر كل حين . وأي مذهب كان أصحابه خاملين . ولم يولوا القضاء والإفتاء ولم يرغب فيهم الناس اندرس بعد حين " [6] .
والمذاهب الأربعة نفسها كانت تختلف في القوة والانتشار . فقد رأينا أن



[6] أسد حيدر ، م س ، ج 1 ، ص 167 ، نقلا عن : حجة الله البالغة ، الدهلوي ، ج 1 ص 151 .

106

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست