responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 104


لإعطاء فكرة بسيطة عما خلفته حركة الوضع والكذب على الرسول ( ص ) ، والتي انطلقت مبكرة وعرفت أوج ازدهارها في العصر الأموي بالذات . وإنما ذكرنا ذلك لأن هذه الحركة التحريفية الكبرى ستكون بمثابة الخلفية الأولى لظهور المذاهب الفقهية والأصولية ، والمبرر الأهم لاختلاف هذه المذاهب في الأصول والفروع .
وإذا كانت للسلطة اليد الطولى في خلق مادة الاختلاف وجعله ضرورة لا محيد عنها ، فإن هذه السلطة سيكون لها دور آخر أشد خطورة من الأول .
إنه التشجيع على صنع المذاهب والمدارس ودعم دعاتها والقائمين عليها ودعوة الجماهير المسلمة العامة إلى الانخراط فيها والالتفاف حول أصحابها ، شريطة أن تحافظ السلطة على خيوط قوية ومتينة تربطها برؤساء هذه المذاهب أو المدارس الأصولية والفقهية .
وإذا قال قائل لماذا تتحمل السلطة كل هذا العناء ، فإن التاريخ الإسلامي سيجيبه بأن جل الحكومات التي تعاقبت على الخلافة الإسلامية لم تكن تمتلك الشرعية الكافية . فلم يكن الأميون ولا العباسيون يمتلكون الشرعية الدينية . وكانت المعارضة لهما في الغالب دينية أصيلة ، ممثلة في أئمة أهل البيت الذين عاشوا بين ظهراني الحكومتين ، ولم يستطع ملوك بني أمية أو بني العباس أن يزحزحوهم عن مطالبتهم بحقهم قيد أنملة رغم القتل والتهجير .
ومعارضة أخرى مزيفة ومسلحة ينشد أصحابها الملك حينا ، والعدالة الاجتماعية حينا آخر . وكلا من المعارضتين يحمل إلى جانب السيف سلاح الدين ونصوصه المقدسة ، سواء ما صح منها أو ما وضع لهذا الغرض بالذات .
لذلك كانت الحرب التي خاضها الأمويون والعباسيون حربا ذات شقين أو واجهتين : الحرب العسكرية التي تلتقي فيها الجيوش وتنتهي بمنتصر ومنهزم .
والحرب كانت سجالا بين جميع الأطراف . وحرب أخرى لا تقل خطورة عن الأولى وهي الحرب الايديولوجية أو النظرية . فمن أثبت بنص المنقول عن

104

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست