نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 103
ردهم نحن نكذب له لا عليه ، وإنما نأتي بهذه الأحاديث ترغيبا للعامة في الزهد والتدين ليس إلا . لقد أثمرت جهود بعض العلماء والفقهاء بعد انطلاق حركة تدوين الحديث في إيجاد مناهج ووسائل شبه علمية لكشف صحيح الحديث من سقيمه ، وبيان مراتبه من الضعف والصحة . لكن نتائج هذه المناهج قد بولغ في إيجابياتها كثيرا ، لأنها لم تستطع أن تكشف كل ما وضع عن الرسول ( ص ) ولم يقله . وبقيت أغلب المسانيد وكتب الحديث تحتوي على الضعيف والموضوع . وإن قال أصحابها أنهم لم يجمعوا في بعضها إلا ما صح لديهم . إلا أن هذه المشكلة ستظل قائمة . وقد خبر علماء هذا الميدان حجم المشاكل التي تعترضهم في هذا التحقيق . فقد يستطيع المحدث والعالم بالجرح والتعديل أن يثبت صحة الحديث من عدمه ، وذلك عندما يقطع بصحة سنده ، وأن الحديث لا شك مروي عن الرسول ، سمعه منه الثقات وحمله الثقات إلى أن وصل إلينا لكن الفقيه أو المفكر ، وخصوصا المختص في العقائد قد لا يأخذ بمتن ومحتوى هذا الحديث . بل يضرب به عرض الحائط ويجزم بأنه مكذوب على الرسول لا محالة لأن مضمونه مخالف لأبسط المبادئ العقلية الثابتة ، أو مخالف لنواميس الطبيعة بشكل واضح وصريح . ولو كان من عند الرسول فهو من عند الله طبعا . وما يقوله الله سبحانه وتعالى لا يخالف بالضرورة نواميس الطبيعة وما اتفق العقلاء على أنه حق . مثلا أحاديث التجسيم والتشبيه الصريح فقد يدعي بعض المحدثين صحة سندها . لكن مضمونها يخالف آية محكمة من كتاب الله تعالى . وعليه يحكم على الحديث بالوضع ، لأن لا اختلاف في الوحي فالقرآن وحي والسنة وحي وكل من عند الله سبحانه وتعالى إن هذا المبحث عميق ومشكل وقد ألفت فيه المؤلفات الكثيرة ، وتناوله العلماء بالأخذ والرد . ولسنا الآن بصدد مناقشة تفاصيله ، وإنما عرجنا عليه
103
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 103