ما ذنب الرواية إذا جاءت بما يخالف المقدس ، وبما لا يستجيب لهوى المقدسين ؟ ! وهل هذا المقدس يستمد حجيته من النص أم أنه يستمدها من الذهنية التاريخية - السياسية - ؟ ! . متى رأى الذين يقدسون أشخاصهم بالعيان ؟ ! حتى يقطعوا بأنهم كانوا على حالة أسطورية من التقوى والورع ؟ ! إننا لم نتعرف عليهم إلا من خلال الروايات ، فلماذا نقف في وجه الروايات المناقضة علما بأن الرواية هي مصدرنا الوحيد لمعرفة رجال التراث ! إنها رواية برواية ، واللبيب من يفهم بالعقل والإشارة ! . ثم من هم هؤلاء الذين أسقطتهم ؟ أوليسوا هم الذين أسقطوا أنفسهم . أولم يسقطوا رسول الله ( ص ) عندما خالفوه في حياته واستنكفوا عن تنفيذ وصاياه في مماته . وقتلوا أبناءه وضيقوا على نسله الطاهر . لقد قال عنه عمر : إنه يهجر . ورفض هو وأبو بكر تجهيز جيش أسامة بن زيد . وتصرف أبو بكر في ماله ( ص ) بلا حق . لقد أسقطوه في عين عامة المسلمين ، أسقطه عمر وهو ينزله منزلة أبي بكر في الهدى ، عندما قال : لأن لم أستخلف فإن الرسول لم يستخلف ، وإن أستخلف فقد استخلف أبو بكر . لقد أسقطوه - بأمي وأبي - فكيف أجد حرجا في التعرض لهم بحق . إنني لم أرم تسقيطهم ، ولكنني حاولت فقط إرجاعهم إلى أحجامهم الطبيعية ، أزلت فقط ورقة التوت عنهم لتنكشف عوراتهم أمام أجيال المسلمين . أفهذا يعتبر تسقيطا ؟ ! ثم بالله عليك ، متى كانوا كبارا حتى نسقطهم ؟ ! وهل وجودهم كبارا وعمالقة في الأذهان المسحورة بكذب المؤرخين كاف لجعلهم كبارا وعمالقة في واقعهم التاريخي . كيف أكبر من قال عن نفسه : إن لي شيطانا يعتريني . أو " كل الناس أفقه منك يا عمر " . نعم . . لقد تعرضت مثلا لنسب عمر بن الخطاب ، وذكرت ما علق به من