نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 307
39 - طبيعة المواجهة مع السلطة إن مواجهة الهاشميين وحدهم للسلطة الجديدة وبقوتهم الذاتية انتحار ، وبكل الموازين العقلية ، خاصة وأن السلطة بقيادة نائب الخليفة عمر ( رضي الله عنه ) تتأهب لسحق من يعارض كائنا من كان ، وبكل الوسائل ، بما فيها حرق البيوت على من فيها ، ولماذا لا فهو رجل البطون الأعظم ، وهو مهندس عصر ما بعد النبوة ، ثم إنه لا يتصرف بصفته الشخصية ، إنما يتصرف كنائب رسمي للخليفة ، وكخليفة من الناحية الفعلية ، ثم إن له قاعدة شعبية ساحقة ! فحنى والنبي موجود رأينا من يقول : القول ما قال عمر . بل إن هذه القاعدة تجاسرت على النبي نفسه وقالت أمامه - حاشا له - إن النبي يهجر ، فما الذي يمنع هذه القاعدة من أن تقول أي شئ بعد وفاة النبي ؟ والأهم من ذلك ، أن عمر ( رضي الله عنه ) يتصرف بقناعات مطلقة غير قابلة للمناقشة ، فهو يعتقد أن الإصابة والهدى والتوفيق مرهون بعدم جمع الآل الكرام للنبوة مع الملك . والأهم من ذلك أنه مقتنع بأنه لا ينبغي أن تحمل كل أقوال الرسول على محمل الجد ، لأنه بشر يتكلم في الغضب والرضا ، لذلك وحتى في حياة الرسول كانوا ينهون عن كتابة أحاديث الرسول ! ! وقد وثقنا ذلك أكثر من مرة . ثم إنه متيقن أن القرآن الكريم وحده يكفي ، ولا حاجة لأي شئ آخر على الإطلاق ، وهو وحده قيم القرآن الكريم ! ! وهذا هو السر الذي دفعه لجمع كلما أمكن جمعه من أحاديث الرسول ، ثم أصدر القرار بحرق هذه الأحاديث ! ! وحتى عندما أراد الرسول نفسه أن يكتب وصيته التي تؤمن المسلمين ضد الضلالة ، اعترض عمر على الرسول نفسه ، ونجح بالحيلولة بين الرسول وبين كتابة ما أراد . هذه هي طبيعة السلطة التي يواجهها الآل الكرام ! سلطة لها قناعاتها الخاصة ، وأساليبها الخاصة ، المختلفة بالكامل عن قناعات وأساليب الآل الكرام . * *
307
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 307