نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 209
للنبي عن هذا القرآن لأنه دليل نبوته ، وعنوان الرسالة الإلهية إلى بني البشر ، والقرآن حافل بآلاف المعاني والمقاصد بوصفه القانون النهائي للجنس البشري ، والنبي وحده هو القادر على معرفة المعنى المحدد للنص المحدد ، الذي ينطبق على هذه الواقعة أو تلك . وباستعراضنا لتاريخ الهدايات الإلهية لم نجد أن الله تعالى قد أرسل رسالة بدون رسول ، أو أنزل كتابا إلا على عبد ، وهذا يؤكد أن النبوة فن واختصاص بأمور البيان ، تماما كاختصاص الطبيب بالطب والمهندس بالهندسة . . . إلخ . وتلك أمور لم يغفلها المشرع الوضعي على قصوره ، فما من منظومة حقوقية سائدة ، إلا وخصص لها فرد أو جهاز يتولى بيانها للمكلفين . 5 - الجزم واليقين والظن والتخمين قد يقول قائل إن القرآن الكريم قد نزل بلسان عربي مبين ، وأن بإمكان أي قارئ للعربية أن يفهم القرآن ، وأن يستوعب الكثير من معانيه ، هذا صحيح ولكن الآية الواحدة مشحونة بالمعاني والمفاهيم والمقاصد ، وليس المطلوب أي معنى ، أو أي فهم ، أو أي مقصد ، إنما المطلوب عين المعنى والمفهوم والمقصد الذي عناه الله تعالى بهذه الآية ، وخصصه بالذات ليحكم هذه الحادثة ، أو تلك ، في هذا الزمن ، أو ذلك . ففهم أي شخص للنص القرآني هو فهم قائم على الظن والتخمين ، فهو يتصور حسب مبلغه من العلم أن هذا الفهم هو المطلوب وهو الحاكم لتلك الحادثة ، ولكنه لا يجزم أن هذا هو المقصود الإلهي ، وإذا جزم فلا برهان على جزمه . أما فهم الرسول أو المكلف إلهيا ليقوم مقامه ، فهو فهم قائم على الجزم واليقين بأن هذا المعنى أو ذلك هو عين المقصود الإلهي المخصص لحكم هذه الحادثة ، أو تلك ، في هذا الزمن ، أو ذاك . والدليل القاطع على صحة الجزم واليقين أن الله اختاره وهيأه وكلفه بالبيان مباشرة ، ثم اختار من بعده الإمام ، وهو مكلف بأن يكون مرجع الأمة الأوحد في زمانه ، والكاشف الأوحد عن المقاصد الإلهية الواردة في أحكام المنظومة الحقوقية الإلهية .
209
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 209