نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 174
عن رغبته ، وقال لمن حضر : قربوا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، وقبل أن يبين مضمون هذا الكتاب ، وقفت الأكثرية الساحقة الموجودة في الحجرة المباركة وقفة رجل واحد خلف عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، وقالت : حسبنا كتاب الله هجر النبي ، يهجر النبي - حاشا له - فصدمت هذه الأكثرية خاطره الشريف بتلك الكلمات النابية ، وذهل الذين لم يروا رأي الأكثرية . 10 - الحزب القائد لقد علا شأن هذا الحزب ، وعظم أمره ، حتى تفرد أعضاؤه برئاسة الدولة الإسلامية طوال التاريخ السياسي الإسلامي ، فما جلس على سدة رئاسة الدولة الإسلامية خليفة إلا وهو يدين بالولاء لمؤسس الحزب وصاحبه رضي الله عنهما ، وقد فرض هذا الحزب قناعاته رسميا على العامة والخاصة ، بحكم التكرار ، وبضغط وسائل السلطة . ومع الأيام تكونت لقيادة الحزب ومن والاها ، حالة من التقدير والانبهار فاقت كثيرا مرتبة النبوة والولاية ، فإذا وجد نص شرعي واضح ولا يحتمل التأويل كتشريع الخمس ، ووجد عمل لقادة الحزب يتعارض معه ، أهمل النص نفسه ، واتبعت سنة قادة الحزب على اعتبار أن عملها أولى بالاقتداء والإعمال من النص ، لأنها هي أفهم الخلق بضرورات إهمال النص أو إعماله ، وهي أدرى من غيرها بمصلحة الإسلام ، وبمصلحة المسلمين ، وتلك مكانة لم تعط حتى للأنبياء ! ! ولقد تمكن هذا الحزب من إيجاد ترتيبات وضعية حلت بالتدريج سياسيا محل الترتيبات الإلهية ، ولكثرة الممارسة ، والترداد ، وبحكم القدم والتقليد ، صار العامة يعتقدون أن الترتيبات الوضعية هي عينها الترتيبات الإلهية ، ولم يكن ميسورا على أي شخص أن يجتهد برأي يعارض ذلك ، فتعطل العقل البشري ، وتعطلت الشرعية معا ، وبضربة فنية واحدة !
174
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 174