نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 13
2 - وحدة الأمة الإسلامية نعمة إلهية وحدة الأمة الإسلامية من أكبر النعم الإلهية ، وهي ثمرة طبيعية للاعتصام بحبل الله ، حيث تألفت القلوب وأصبح الأعداء إخوانا ونجوا من السقوط ، وكانوا على شفا حفرة من النار . وتلك نعمة إلهية ما كان لها أن تتحقق بغير الوسائل الإلهية وبغير الانقياد التام لله حتى لو أنفق رائد الوحدة ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما في الأرض جميعا وهذا فوق طاقته ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ) سورة الأنفال آية 62 . فالوحدة مكافأة إلهية على انقياد المؤمنين لله ، وقوة الوحدة وضعفها بحجم هذا الانقياد ، فإذا توقف الانقياد تتبعثر الوحدة وينفرط عقدها بصورة آلية . وإعمالا لفرض الوحدة الإلهي ، وإقامة له ، وبالوسائل الإلهية وتحت الإشراف الإلهي المباشر ، ومن خلال دعوة قادها النبي بنفسه تمخضت عن دولة ترأسها النبي بنفسه ، تحققت الوحدة المثلى لكل العرب بكلفة بشرية لا تتجاوز 389 قتيلا من الطرفين - دعاة الوحدة ومعارضيها - وبمدة زمنية لا تتجاوز عمليا عشر سنين وهي مدة رئاسته المباركة للدولة الإسلامية . وقبل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان مجرد التفكير بتوحيد القبائل العربية ضربا من الأوهام ، أو أشد الأحلام جنونا . ولا بد من التذكير بأن القبائل العربية لم تتوحد مع بعضها على أساس أنها كلها عرب ، ولا توحدت تلك القبائل مع مواليها ومن ساكنها في الجزيرة على أساس الإنسانية ، أو على أي أساس آخر ، إنما توحدوا بنعمة الله ، وعلى أساس الإسلام الداعي لإقامة الدولة العالمية التي تحكم العائلة البشرية كلها ، وفق المنظومة الحقوقية الإلهية . وبتحقيق وحدة العرب ومن ساكنهم ووالاهم ، وباكتمال نزول القرآن الكريم وتمام البيان المحمدي له ، كمل الدين وتمت النعمة وانتهى عمليا دور النبي كنبي ، فالأمة
13
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 13