نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 109
ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة ، وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراءون والمستضعفون ، الذين يظهرون الخشوع والنسك ، فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ، ويقربوا مجالسهم ، ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل ، حتى انتقلت تلك الأخبار ، والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان ، فقبلوها ، ورووها ، وهم يظنون أنها حق ، ولو علموا أنها باطلة لما رووها ، ولا تدينوا بها . فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي ، فازداد البلاء والفتنة فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه ، أو طريد في الأرض . راجع المجلد الثالث شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد صفحة 596 وقد نقله عن المدائني . 20 - تفاقم الأمر ويضيف بن أبي الحديد نقلا عن المدائني : ثم تفاقم الأمر بعد قتل الحسين وولي عبد الملك بن مروان ، فاشتد البلاء على الشيعة ، وولى عليهم الحجاج بن يوسف ، فتقرب إليه أهل النسك والصلاح والدين ببغض علي ! وموالاة أعدائه ، وموالاة من يدعي من الناس أنهم أيضا من أعدائه ، فأكثروا من الرواية في فضلهم وسوابقهم ومناقبهم ، وأكثروا من الغض من علي ، وعيبه ، والطعن فيه ، والشنآن له حتى أن إنسانا وقف للحجاج - ويقال أنه جد الأصمعي ، عبد الملك بن قريب - فصاح به : أيها الأمير إن أهلي عقوني فسموني عليا ، وإني فقير بائس ، وأنا إلى صلة الأمير محتاج ، فتضاحك له الحجاج وقال : للطف ما توسلت به قد وليتك كذا ! راجع المجلد 3 صفحة 596 من شرح النهج ، وقد نقل ذلك عن المدائني . وتابع ابن أبي الحديد قائلا : وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه ، وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم ، في تاريخه ما يناسب هذا الخبر وقال : إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم . راجع المجلد 3 صفحة 597 من شرح النهج .
109
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 109