responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 48


انحرافهم تجاوز حدود السلوك الشخصي إلى تحريف الكتاب الذي ورثوه عن الرسول . وهذا يدل على أن الكتاب وحده لا يكفي لضبط حركة الأمة من بعد الرسول فلا بد أن تكون إلى جواره قوة تنفيذية مميزة ترجع إليها الأمة حال الخلاف والانحراف ؟ . .
هذه القوة هي الفئة المصطفاة من الأمة التي ترث الكتاب من بعد الرسول كما هو حال الأمم السابقة . .
وهي ما يتضح من خلال قوله تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) ( فاطر : 32 ) فلو كان الكتاب وحده يكفي ما أورثه سبحانه للفئة المصطفاة التي هي القدوة من بعد الرسول .
والقرآن لم يحسم الخلاف والردة التي وقعت بعد وفاة الرسول مباشرة وإنما حسم هذا الأمر بواسطة السيف . فالقرآن حاله كحال الكتب السابقة له لا بد وأن تنحرف عنه الأمة . وهو لم يحكم في الخلافات التي وقعت حول مسألة الخلافة .
كما لم يحكم في مواجهة القبائل التي اعتبرت مرتدة وقوتلت على هذا الأساس . ولم يحكم في قضايا أخرى كثيرة [7] . .
وبالإضافة إلى الخلاف الذي وقع حول جمعه بين الصحابة . يمكن طرح السؤال التالي :
أن القرآن الذي تركه الرسول لم يحل دون وقوع الردة والخلاف . فهل هذه الردة وقعت بسبب الانحراف عن القرآن أم الانحراف عن القدوة ؟ . .
أن التاريخ يجيب مؤكدا أن السبب المباشر لهذه الردة كان بسبب الانحراف عن القدوة وليس بسبب القرآن . .
فالذين منعوا الزكاة كانوا مسلمين . .
والرافضون بيعة أبي بكر كانوا مسلمين [8] . .
فهم كانوا مسلمين ملتزمين بالقرآن مؤمنين به إلا أن هذا الإيمان وهذا الالتزام لم يحل دون انحرافهم . .
من هنا بدأت رحلة البحث عن هذه القدوة المتميزة . وهذه الرحلة كان



[7] - أنظر كتابنا السيف والسياسة وكتب التاريخ .
[8] - أنظر المراجع السابقة .

48

نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست