نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 40
المعاصرة سرعان ما تنامى وقوي بحيث دفعني إلى طرح التراث جانبا والبحث عن الدين من جديد . . وينبغي قبل الخوض في التفاصيل أن نعمل على تعريف مفهوم التراث ومفهوم الدين حتى يمكن التفريق بينهما . فمن دون هذا التفريق يحدث الخلط وتضيع حقيقة الدين . . ما هو الدين . . ؟ . إن الدين هو مجموعة النصوص التي جاء بها الرسول وبلغها للناس . الدين هو حركة اتصال بين الله والإنسان ينتج عنها الالتزام بعقائد وشرائع إلهية . . والكتاب الذي يأتي به الرسول إلى قومه إنما يحوي أصول وقواعد هذا الدين . فمن ثم تعد مخالفته والطعن فيه خروجا عن الدين وكفرا به . التوراة تحوي دين اليهود . . والإنجيل يحوي دين النصارى . . والقرآن كما بلغه وبينه يحوي دين المسلمين . . وما دام القرآن يحوي دين المسلمين فهو كما بينه الرسول يعد المصدر الوحيد لهذا الدين وأية محاولة للجوء إلى مصادر أخرى معناه تشوه هذا الدين وضياع معالمه . . وقديما أفتى ابن تيمية بكفر التتار الذين أسلموا لأنهم حكموا في حياتهم " الياثق " بجوار القرآن كما أشرنا في الباب السابق . . والرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تنحصر مهمته في تبليغ القرآن وتبيينه للناس ( وما على الرسول إلا البلاغ ) ( سورة النور : 54 ) وهذا التبيين إنما يكون ضمن حدود القرآن . وحتى يكون هناك التزام من الرسول بهذه الحدود ضبطت حركة نطقه وقيدت بالوحي ( وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحى ) ( سورة النجم : 3 - 4 ) وذلك من أجل الحفاظ على شكل الدين وقواعده كما أراد الله سبحانه . . إن فهم دور الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مقدمة لفهم القرآن . وفهم القرآن هو معرفة الدين والإحاطة به . ودور الرسول في البلاغ والبيان ينتهي
40
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 40