نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 164
فلو تساوى مع بقية القوم لأمكن انحرافه عن الخط النبوي وبالتالي تفسد مهمته . . لو تساوى مع القوم لما كان هناك ما يميزه عن الآخرين وبالتالي يفقد خاصية القدوة . لو تساوى مع القوم لما كان الرسول هو خاتم الرسل . إذ أوجب الأمر وجود رسل آخرين بهم خصائص ومميزات ويتحلون بالعصمة حتى تقنع بهم الناس وتتلقى منهم . إن أمة العرب كبقية الأمم لا بد وأن ينطبق عليها حال الأمم السابقة من الردة والانحراف بعد الرسل . ولما كان الله سبحانه يرسل في الأمم السابقة من يمنع هذه الردة ويحول دون هذا الانحراف . فلا بد أن يكون في أمة محمد بعد الرسول من يقوم بهذا الدور . . وهذه هي مهمة الإمام . وهذا هو دوره . . وما أن تبينت لي هذه الحقيقة حتى تضاءلت أمامي مسألة العصمة وانتقلت بالتالي من دائرة الاستبعاد والشك إلى دائرة القبول واليقين . . لقد اكتشفت أن العصمة كامنة في داخل كل فرد . فكل فرد منا معصوم . غير أن درجة العصمة تتفاوت من فرد لفرد على قدر ما يتحلى به من إيمان وتقوى وخلق . . فهذا الذي يتجه نحو المسجد ليؤدي الصلاة مارا بدور اللهو دون أن يدخلها ماضيا في طريقه نحو المسجد هو معصوم . ودرجة عصمته حالت بينه وبين دخول دور اللهو ودفعت به لدخول المسجد . . وهذا الذي يقف صامدا أمام المغريات فلا يزني ولا يسرق ولا يشرب الخمر هو معصوم وهذه المرأة العفيفة التي أحصنت فرجها وصمدت أمام الفتن هي معصومة . . ومثل هذه النماذج كثير نراها ونعايشها دون أن ندرك أن مثل هذه المواقف إنما هي صورة من صور العصمة الحية المترجمة واقعيا أمام أعيننا . . ومن الممكن لأي فرد أن يرفع من درجة عصمته وذلك بزيادة قدر الالتزام
164
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 164