نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 126
ولكن إذا صح هذا الاستنتاج فلماذا قدم أبو بكر عليه ؟ . . إن محاولة الربط بين أبي بكر وعمر إنما هي من صنع السياسة . فالمتأمل في الأحداث التي وقعت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله ، يكتشف أن كليهما لم يكن له ما يميزه عن الصحابة . ولو كان الأمر كذلك لما حدث الصدام معهما في سقيفة بني ساعدة [2] . وحتى إن أبا بكر أعلن أمام الناس حين ولي الخلافة قوله : وليت عليكم ولست بخيركم [3] وكانت ممارسات عمر ومواقفه في حياة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعد وفاته قد ولدت جبهة معادية له حتى أن البعض عاتب أبا بكر حين وصى له بالخلافة من بعده وقالوا : أتولي علينا فظا غليظ القلب [4] . . والذي يستريح إليه العقل أن مشروعية كل منهما تعتمد على الآخر . ولولا اتحادهما سويا ما كان من الممكن أن يسود على المسلمين . هذا مع ملاحظة أن شخصيتي أبي بكر وعمر أكثر الشخصيات ملائمة لتبنى عليهما مشروعية بني أمية [5] . . وحتى تتضح لنا الصورة أكثر سوف نعرض لبعض الروايات الخاصة بعمر . . يروي البخاري عن جابر بن عبد الله قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رأيتني دخلت الجنة . فإذا أنا بالرميضاء امرأة أبي طلحة . وسمعت خشفة فقلت من هذا ؟ فقال : هذا بلال . ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن هذا ؟ فقال : لعمر . فأردت أن أدخله فأنظر إليه . فذكرت غيرتك . . فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله . أعليك أغار [6] . . إن الحقيقة التي تتجلى إمام كل ذي عقل عند قراءته هذه الرواية هي أن عمر أعلى مرتبة من الرسول . إذ حصل على مكان في الجنة دهش الرسول لرؤيته وبهر به حتى أنه أراد أن يدخله فخاف من غيرة عمر . . هل يجوز مثل هذا الكلام في حق الرسول ؟ . . ألا يعني هذا أن ما حصل عليه عمر في الجنة يفوق نصيب الرسول ؟ . . ثم هل هناك غيرة في الآخرة ؟ . . ولنترك هذا الحديث إلى حديث آخر يرويه البخاري أيضا : قال
[2] - أنظر كتب التاريخ . وأنظر كتابنا السيف والسياسة . [3] - هذا الكلام قاله أبو بكر في خطبة له حين تولى الخلافة . أنظر كتب التاريخ . [4] - أنظر كتب التاريخ . [5] - أنظر كتابنا السيف والسياسة . [6] - البخاري . باب مناقب عمر .
126
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 126