نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 112
فبواسطة الاجماع تم تمرير الروايات التي ترفع الآخرين على حساب الإمام . . لقد كان الهدف من وراء فكرة التضخيم هو دفع الأمة إلى الاقتداء برموز محددة تخدم الخط السائد وتضفي عليه المشروعية . ومن جهة أخرى دفع الأمة إلى إهمال ونسيان رموز معينة تعادي هذا الخط وتشكل خطرا عليه وهو ما تحقق بالفعل . . والباحث في سيرة هذه الشخصيات المضخمة يكتشف بسهولة أن هذه الشخصيات انحرفت عن الإمام علي وخاصمته ومهدت لبني أمية وناصرتهم . تجريح الإمام علي . ولم يكتف القوم بعملة التضخيم هذه بل سعوا إلى طعن وتشويه الإمام والتشكيك فيه والتقليل من شأنه عن طريق اختراع الروايات على لسان الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) التي تحط من قدره وتقنع الأمة بالمنزلة التي وضعوه فيها . . يروي البخاري أن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال وهو على المنبر : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم عليا بن أبي طالب فلا آذن . ثم لا آذن . ثم لا آذن . إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرا بها ويؤذيني ما آذاها [1] . . وفي رواية أخرى : أن عليا خطب بنت أبي جهل على فاطمة [2] . . وفي رواية مسلم : وأن فاطمة بضعة مني وإنما أكره أن يفتنوها وإنها والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا . . قال - أي الراوي - فترك علي الخطبة [3] وينقل ابن حجر قولهم : أصح ما تحمل عليه هذه القصة أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حرم على علي أن يجمع بين ابنته وبين ابنة أبي جهل لأنه علل بأن ذلك يؤذيه وأذيته حرام بالاتفاق [4] . . ويروي أحمد : دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على علي وفاطمة فأيقظهما للصلاة . ثم رجع إلى بيته فصلى هويا من الليل فلم يسمع لهما حسا . فرجع فأيقظهما وقال : قوما فصليا . - قال أي علي - فجلست وأنا أعرك
[1] - أنظر البخاري كتاب النكاح . باب ذب الرجل عن ابنته . . ومسلم باب فضائل فاطمة . [2] - المرجع السابق . وانظر مسلم . [3] - أنظر مسلم . [4] - أنظر فتح الباري ( ح 9 / 327 ) وما بعدها .
112
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 112