نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 102
فهم أجمعوا على خلافة الأربعة : أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي . . وأجمعوا على عدالة جميع الصحابة بلا استثناء . . وأجمعوا على طاعة الحكام وعدم منابذتهم والخروج عليهم . . وأجمعوا على صحة كتابي : البخاري ومسلم . . وأجمعوا على صحة مصحف عثمان . . هذا هو الاجماع . وهذه هي حقيقته . إنه إجماع خاص بالقوم وليس بالأمة . وهو إجماع مصيري بالنسبة لهم إذ الخروج عليه معناه هدم عقائدهم ومفاهيمهم . ولولا هذا الاجماع ما استطاع القوم إقناع المسلمين والأجيال اللاحقة بتبني خطهم وأطروحتهم . . إن المتأمل في الأطروحة الإسلامية المعاصرة سوف يكتشف أنها تقوم على فكرة الاجماع وليس على النصوص مما يعد صورة من صور تغلب الرجال على النصوص . . والهدف من فكرة الاجماع هو نفس الهدف من فكرة العدالة كلاهما يدفع بالأمة إلى الاستسلام للخط السائد وإضفاء المشروعية عليه . وكما أن فكرة العدالة من اختراع السياسة فإن فكرة الاجماع أيضا من اختراع السياسة . . ولقد استخدمت فكرة الاجماع كسلاح يتم إشهاره في وجه المناوئين والرأي الآخر وعلى أساسه تم تصفية الاتجاهات المخالفة وعزلها . وما كان ذلك ليتم لولا دعم الحكام الذين وجدوا في هذه الفكرة عونا ومستندا لهم . . ومسألة الاجماع على خلافة الأربعة لا تخرج عن كونها لعبة سياسية الهدف من ورائها ضرب خط آل البيت . فكون الإمام علي يكون في المؤخرة ويقدم عليه عثمان رأس بني أمية في الحكم ومن قبل عثمان عمر ومن قبل عمر أبو بكر . فإن هذا يعني أن هؤلاء الثلاثة أفضل منه . وما داموا أفضل منه فهذا يعني أنه غير مميز وليس بصاحب مكانة خاصة . وإذا ما وصل المسلم لهذا الإعتقاد فسوف يستخف بآل البيت ولا يعبأ بهم . وهذا هو الهدف من وراء هذا المعتقد . . وما يثير الشك هو تشدد القوم في هذا الإعتقاد ورفعهم شعار الزجر والوعيد
102
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 102