رسول الله ( ص ) خلّفهم ووصى الأمة باتباعهم ، وأكد ذلك قوله ( ص ) ( فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) . فخلافة القرآن واضحة ، وخلافة أهل البيت لا يتكون إلا بإمامتهم . وبذلك ، يكون كتاب الله وعترة رسوله ( ص ) السبب الموصل إلى رضوان الله ، لأنهم حبل الله الذي أمرنا الله بالاعتصام به ( واعتصموا بحبل الله ) ( 1 ) . والآية هنا عامة في تعيين وتحديد حبل الله ، وكل ما يتبين منها هو وجوب التمسك به . فأتت السنة بحديث الثقلين وأحاديث أخرى ، تبين أن الحبل الذي يجب أن نتمسك به هو كتاب الله مع عترة رسوله ( ص ) . وقد قال بذلك مجموعة من المفسرين : فقد أوردها ابن حج في كتابه الصواعق في باب ما أنزل في أهل البيت من القرآن . . فراجع . وذكرها القندوزي في كتابه - ينابيع المودة - قال : ( في قوله تعالى : ( واعتصمنا بحبل الله جميعاً . . ) اخرج الثعلبي عن بان بن تغلب عن جعفر الصادق ( ع ) قال : نحن حبل الله الذي قال الله عز وجل ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) وأيضاً أخرج صاحب كتاب المناقب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عنهما قال : كنا عند النبي ( ص ) ، إذ جاء أعرابي فقال : يا رسول الله سمعتك تقول واعتصموا بحبل الله ، فما حبل الله الذي نعتصم به ؟ فضرب النبي ( ص ) يده في يد علي وقال ( تمسكوا بهذا هو حبل الله المتين ) ( 2 ) .
1 - آل عمران - 103 . 2 - الينابيع ص 118 منشورات مؤسسة الأعلمي بيروت - لبنان .