3 - وقالوا - أي المعتزلة - : أنه سألها لأجل قومه ، وهو قول باطل لأن تجويز الرؤية باطل بل هو كفر عند أكثر المعتزلة ، فلا يجوز لموسى ( ع ) تأخير الرد عليهم ، ففيه تقرير الباطل . ألا ترى أنهم لما قالوا له : { اجعل لنا إلهاً كما لهم إله } رد عليهم بساعته { إنكم قوم تجهلون } الأعراف 138 ، والحق أن السائلين القائلين : { لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة } البقرة 55 ، لم يكونوا مؤمنين ، ولم يكونوا حاضرين عند سؤاله - عليه الصلاة والسلام - للرؤية . 4 - وقد نقل ابن نورك عن الأشعري ( ر ه ) أنه قال : قال تعالى ( لن تراني ) ولم يقل ( لست بمرئي ) على ما مقتضى المقام لو امتنعت الرؤية . هذه زبدة استدلالاتهم بهذه الآية ، وإليك مناقشة ما قالوا : - الوجه الأول ، ويجاب عليه بأن سؤال موسى كان بلسان بني إسرائيل وهو ما يرفضه الأشاعرة ، ولمعرفة صحته أو عدم صحته ينبغي أولاً معرفة أن الآيات المتعددة حول طلب الرؤية تحكي واقعة واحدة أم اثنتين ، فلا بد أن نستعرض كل الآيات التي تناولت الموضوع . 1 - سورة طه : ( يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدنا كم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى ) 80 . - ( وما أعجلك عن قومك يا موسى - قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك رب لترضى - قال فإنا قد فتناّ قومك من بعدك وأضلهم السامري ) 80 - 85 . 2 - سورة البقرة : ( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون - ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون - وظللنا