تهافت الأشاعرة ذكر التاريخ أن أبا الحسن الأشعري انتقل من مدرسة الاعتزال وأعلن انتماءه إلى المدرسة الحنبلية ، ولكن لم تكن هذه النقلة كافية للتخلي تماما عن منهج الاعتزال فقد ظهرت انعكاسته واضحة في أسلوبه الجديد ، فقد حاول أن يصبغ المعتقدات السلفية بصبغة عقلية ، فلم يحالفه التوفيق في ذلك ، لأن العقائد السلفية عقائد سماعية تعتمد على الحديث ، ومع العلم أن كثيراً من الأحاديث غير صحيحة دست من قبل أعداء الدين في التراث الإسلامي ، فلم تتماش هذه الأحاديث مع القواعد العقلية مما أحدث تناقضاً واضحاً في منهج أبي الحسن الأشعري ، فنتجب مجموعة من التهافتات عندما أراد أن يبرهن على عقائد أهل الحديث بمنهج عقلي . ونستعرض هنا نموذجاً واحداً من تهافتاته ، وهو كاف لعرض العقلية الأشعرية وهي : مسألة رؤية الله . . . وقد أجمع أهل السنة والجماعة على إمكانها . وقد حاول أبو الحسن الأشعري وتلاميذه أن يخرجوها من إطار الأحاديث على إطار البرهان العقلي ، ولذلك اخترناهم في هذا الباب حتى نستعرض آراءهم . قد حفلت الكتب السنية بروايات صريحة في الرؤية البصرية لله جل ولعا ، وإليك نماذج من هذه الأحاديث قبل الدخول في غمار البحث .