responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحقيقة الضائعة نویسنده : الشيخ معتصم سيد احمد    جلد : 1  صفحه : 400


الطبيعية ، أما التوسل بالأسباب الغيبية كأن تطلب من أحد شيئاً لا يحصل عليه بالسنن المادية وإنما بالسنن الغيبية فهو شرك ، وهذا خلط واضح حيث جعلوا السنن المادية والغيبية ملاكاً في التوحيد والشرك ، فالأخذ بالسنن المادية يكون عين التوحيد والأخذ بالسنن الغيبية يكون عين الشرك .
وإذا أمعنا النظر في هذه السنن بشقيها نجد أن ملاك التوحيد والشرك خارج عن إطار نفس هذه السنن ، وإنما يعود الملاك إلى نفس الإنسان ونوعية اعتقاده بهذه السنن ، فإذا اعتقد انسان أن لهذه الوسائل والأسباب استقلالية بذاتها أي منفصلة عن الله ، يكون هذا الاعتقاد شركا .
فمثلاً ، يعتقد أن الدواء الفلاني يشفي من المرض بصورة مستقلة وذاتية فيكون عمله شركا ، فمهما كان نوع السبب بسيطاً طبيعياً أم غيبياً فلا دخل له في الأمر وإنما الأساس في الاعتقاد بالاستقلالية وعدمها فإذا اعتقد إنسان أن كل الأسباب غير مستقلة لا في وجودها ولا في تأثيرها بل هي مخلوقة لله تعالى مسيرة لأمره وإرادته ، يكون اعتقاده هذا عين التوحيد .
ولا أعتقد أن مسلماً على ظهر هذه الأرض يعتقد في سبب ما أنه مؤثر على نحو الاستقلال ، فلا يحق لنا نسب الشرك والكفر لهم ، فتوسلهم بالرسل والأولياء أ , التبرك بآثارهم لطلب الشفاء أو غيره ، لا يعد شركاً لأنه حالة طبيعية في الأخذ بالأسباب المتعددة .
وقد تحدت القرآن الكريم عن الأسباب بحيث ينسب بعض بعض الأشياء إلى الله سبحانه ، وأحياناً ينسبها إلى أسبابها المباشرة ، وإليك أمثلة من ذلك .
قال تعالى : ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) الذاريات 58 فهي تؤكد إن الرزق بيد الله .
وإذا نظرنا إلى قوله ( وارزقوهم فيها واكسوهم . . ) تنسب الرزق إلى الإنسان .

400

نام کتاب : الحقيقة الضائعة نویسنده : الشيخ معتصم سيد احمد    جلد : 1  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست