دليل ، كما أن السجود لآدم ( ع ) كان قبلة لما كان لإبليس أي مبرر للاعتراض حيث السجود لا يكون لآدم بذاته ، وقد أكد القرآن الكريم خلاف ذلك بقول إبليس : ( أأسجد لمن خلقت طيناً ) ففهم إبلييس من الأمر الإلهي السجود لنفس آدم ( ع ) . لذلك اعترض بقوله : ( . . أناخيرمنه ) أي أفضل فكيف يسجد الأفضل للمفضول وغذا كان المقصود من السجود هو اتخاذ آدم قبلة فلا يلزم من ذلك أن تكون القبلة أفضل من الساجد ، فبذلك لا يكون لآدم حظ من الفضل وهذا خلاف ظاهر الآية . والذي يؤكد ذلك قول إبليس : ( أأسجد لمن خلقت طيناً . . أرأيتك هذا الذي كرمت علي ) الاسراء 61 - 62 . فامتناع إبليس عن السجود كان لأن في هذا السجود لآدم ( ع ) منزلة وفضلاً عظيماً ، وقد اعترض علي أحد الوهابية يوماً . وهو أمير جماعة أنصار السنة في مدينة بربر شمال السودان - في هذا المبحث بقوله إن سجود الملائكة كان بأمر الله ، وهو يظن بذلك أنه القمني حجراً وأبطل حجتي . قلت له : إذن أنت ما زلت تصر على أن هذا الفعل - وهو السجود - من مصاديق الشرك بل هو الشرك بعينه ، ولكن أمر الله به . قال نعم . قلت : وهل هذا الأمر الإلهي يخرج سجود الملائكة ( ع ) من الشركية . قال : نعم . قلت : هذا كلام لا وجه له ، ولا يقبله جاهل فضلاً عن عالم ، فإن الأمر الإلهي لا يغير ماهية الشيء ولا يبدل موضوعه ، فمثلاً إن ماهية السب والشتم هي الإهانة ، فإذا أمرنا الله تعالى بسب فرعون فهل هذا الأمر الإلهي يغير ماهية السب ، فيكون سبناً له مدحاً وتكريماً لفرعون . . . ؟ !