حديث الرضا ( ع ) عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال : ( لقلقيته ( ع ) على الطريق عند منصرفي من مكة إلى خراسان وهو سائر إلى العراق فسمعته يقول : من اتقى الله يتقى ، ومن أطاع الله يطاع . فتلطفت في الوصول إليه فوصلت فسلمت فرد علي السلام ثم قال : يا فتح من أرضي الخالق لم يبال بسخط المخلوق ، ومن أسخط الخلاق فقمن أن يسلط عليه سخط المخلوق ، وإن الخالق لا يوصف غلا بما وصف به نفسه ، وأنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه ، والأوهام ن تناله ، والخطرات أن تحده ، والأبصار عن الإحاطة به ؟ جل عما وصفه الواصفون ، وتعالى عما ينعته الناعتون ، نأى في قربه ، وقرب في نايه ، فهو في بعده قري ، وفي قربه بعيد ، كيف الكيف فلا يقال له : كيف وأين الأين فلا يقال له : أين . إذ هو مبدع الكيفوفية والأينونية . يا فتح كل جسم مغذّى بغذاء إلا الخالق الرزاق ، فإنه جسم الأجسام ، وهو ليس بجسم ولا صورة ، لم يتجزأ ، ولم يتناه ، ولم يتزايد ، ولم يتناقص ، مبرء من ذات ما ركب في ذات من جسمه ، وهو اللطيف الخبير السميع البصير الواحد الاحد الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، منشئ الأشياء ومجسم الأجسام ، ومصور الصور ، لو كان كما يقول المشبهة لم يعرف الخالق من المخلوق ، ولا الرازق من المرزوق ، والمنشيء من المنشأ ، لكنه المنشيء ، فرق بين من جسمه وصورة وشيأه وبينه إذ كان لا يشبهه شيء .