قال له أخي : إن الله ألحق هو الذي لا تحيط به العقول ولا تدركه الأبصار لا يؤين بأين ولا يكيف بكيف ، ولا يقال له لما وكيف لأنه هو الذي أين الأين وكيف الكيف ، فكل ما لا تتصوره هو الله ، وكل ما يتصور هو مخلوق ، فقد تعلمنا من أئمة أهل البيت عليهم السلام قولهم : ( كل ما تصورتموه في أدق معانيه فهو مخلوق مثلكم ، مردود عليكم ) فتمام معرفة الله هو بالعجز عن معرفته . فقال غاضباً : نحن نثبت ما أثبته الله لنفسه وكفى . ثم انظر كيف اثبتوا لله سبحانه أصبعاً ، قاتلهم الله ، ثم يثبتون من الأصابع الخنصر ومن الخنصر - والعياذ بالله - المفصل ، كما ذكر ابن خزيمة في كتاب التوحيد ، قال بإسناده عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ( ص ) : لما تجلى ربه للجبل رفع خنصره وقبض على مفصل منها فانساخ الجبل ، فقال له حميد : أتحدث بهذا ؟ فقال : حدثنا أنس عن لنبي ( ص ) وتقول لا تحدث به ؟ ( 1 ) . وروى ابن حنبل عن أبيه مثل هذا الخبر بإسناده عن أنس ، عن النبي ( ص ) : ( فلما تجلى ربه للجبل قال هكذا . . وأشار بطرف الخنصر يحكيه ) ( 2 ) . ماذا تفهم من هذا أيها القارئ اللبيب ؟ أثبتوا لله يداً ولليد أصبعاً ، ومن الأصابع الخنصر ، ثم قالوا للخنصر مفصل . . ! ! ! وقِفْ عند ذلك حتى نكمل لك الصورة . فقد أثبتوا أن لله ذراعين وصدراً ، قال عبد الله حدثني أبي . . وذكر الإسناد عن عبد الله بن عمرو قال : خلقت الملائكة من نور الذراعين والصدر ) ( 3 ) .
1 - كتاب التوحيد ص 113 . 2 - كتاب السنة ص 65 . 3 - المصدر السابق ص 190 .