حتى أنه قتل من آل محمد اثني عشر ألفاً ، وبنى كثيراً منهم في الحيطان وهم أحياء ، وكل السبب في هذا أنهم جعلوا الإمامة بالاختيار والإرادة ، ولو أنهم اتبعوا النص في ذلك ولم يخالف عمر بن الخطاب النبي ( ص ) في قوله : ( آتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبدأً ) ( 1 ) ، لما حصل الخلاف وهذا الضلال . قال يوحنا : يا علماء الدين هؤلاء الذين يسمّون الرافضة هذا اعتقادهم الذي ذكرنا ، وأنتم هذا اعتقادكم الذي قررناه ودلائلهم هذه التي سمعتموها ، ودلائلهم هذه التي نقلتموها . فبالله عليكم أي الفريقين أحق بالأمر إن كنتم تعلمون ؟ فقالوا بلسان واحد : والله عن الرافضة على الحق ، وإنهم المصدقون على أقوالهم ، لكن الأمر جرى على ما جرى فإنه لم يزل أصحاب الحق مقهورين ، وأشهد علينا يا يوحنا إنا على موالاة آل محمد ، ونتبرأ من أعدائهم ، غلا أنا نستدعي منك أن تكتم علينا أمرنا لأن الناس على دين ملوكهم . قال يوحنا : فقمت عنهم وأنا عارف بدليلي ، واثق باعتقادي بيقين فلله الحمد والمنة ، ومن يهد الله فهو المهتد . فسطرت هذه الرسالة لتكون هداية لمن طلب سبيل النجاة ، فمن نظر فيها بعين الإنصاف أرشد إلى الصواب ، وكان بذلك مأجورا ، ومن ختم على قلبه ولسانه فلا سبيل إلى هدايته كما قال الله تعالى : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) ( 2 ) فإن أكثر المتعصبين ( سواء عليهم