الثاني : أن النبي ( ص ) كان يصلي كل يوم الصلوات الخمس في المسجد ولم يضبط له أنه هل كان يبسمل للحمد أم لا ؟ وهل كان يعتقد وجوبها أم لا ؟ وهل كان يسبل يديه أم لا ؟ ولو كان يعقدهما فهل يعقدهما تحت السرة أو فوقها ؟ وهل كان يمسح الوضوء ثلاث شعرات أو ربع الرأس ، أو بعضه أو جميعه ، فإذا كان سلفكم لم يضبط شيئاً كان رسول الله ( ص ) يفعله في اليوم والليلة مراراً متعددة ، فكيف يضبطون شيئاً لم يفعله في العمر إلا مرة واحدة أو مرتين ، هذا بعيد ! وكيف تقولون إن أهل السنة هم على ما كان عليه النبي ( ص ) والحال أنهم يناقض بعضهم بعضاً في اعتقاداتهم ، واجتماع النقيضين محال . قال يوحنا : فأطرقوا جميعاً ، ودار الكلام بينهم ، وارتفعت الأصوات بينهم ، وقالوا الصحيح أنا لا نعرف الفرقة الناجية من هي ، وكل منا يزعم أنه هو الناجي ، وأن غيره هو الهالك ، ويمكن أن يكون هو الهالك ، وغيره الناجي . قال يوحنا : هذه الرافضة الذين تزعمون أنهم ضالون يجزمون بنجاتهم ، وهلاك من سواهم ، ويستدلون على ذلك بأن اعتقادهم أوفى للحق ، وأبعد عن الشك . قالت العلماء : يا يوحنا ، قل وإنا والله لا نتهمك لعلمنا أنك تجادلنا على إظهار الحق . قال يوحنا : أنا أقول باعتقاد الشيعة أن الله قديم ولا قديم سواه ، وأنه موجود ، وأنه ليس بجسم ، ولا في محل ، وهو منزه عن الحلول ، واعتقادكم أنكم تثبتون معه ثمانية قدماء هي الصفات حتى إن إمامكم الفخر الرازي شنّع عليكم ، وقال : إن النصارى واليهود ، كفروا حيث جعلوا مع الله إلهين