responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحقيقة الضائعة نویسنده : الشيخ معتصم سيد احمد    جلد : 1  صفحه : 314


فإن ترقّى عن ذلك فبعض نبات الأرض ، فإن ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الإبل ، ولا يأكل اللحم إلا قليلاً ويقول : لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوانات ، وكان مع ذلك أشد الناس قوة ، وأعظمهم يداً ( 1 ) .
وأما العبادة فمنه تعلّم الناس صلاة الليل ، وملازمة الأوراد ، وقيام النافلة ، وما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة البعير ، ومن محافظته على ورده أن بسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير فيصلي عليه والسهام تقع عليه وتمر على صماخيه يميناً وشمالاً فلا يرتاع لذلك ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته .
فأنت إذا تأملت دعواته ومناجاته ووقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه وتعالى وإجلاله وما تضمنته من الخضوع لهيبته والخشوع لعزته عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص .
وكان زين العابدين ( ع ) يصلّي فيكل ليلة ألف ركعة ويقول : أنّي لي بعبادة علي ( ع ) ( 2 ) .
وأما الشجاعة فهو ابن جلاها وطلاع ثناياها ، أنسى الناس فيها ذكر من قبله ، ومحى اسم من يأتي بعده ، ومقاماته في الحروب مشهورة تضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة ، وهو الشجاع الذي ما فر قط ولا ارتاع من كتيبة ولا بارز أحداً إلا قتله ، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت إلى ثانية .
وجاء في الحديث إذا ضرب واعتلا قدّ ، وإذا ضرب واعترض قطّ ، وفي الحديث : كانت ضرباته وتراً ( 3 ) وكان المشركون إذا أبصروه في الحرب عهد بعضهم إلى بعض ، وبسيفه شيدت مباني الدين ، وثبتت دعائمه وتعجبت الملائكة من شدة ضرباته وحملاته .


1 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 26 . 2 - الإشاد للمفيد ص 256 ، إعلام الورى ص 255 ، بحار الأنوار ج 46 ص 74 ح 62 . 3 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 20 .

314

نام کتاب : الحقيقة الضائعة نویسنده : الشيخ معتصم سيد احمد    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست