وفي هذا الجو المظلم أظهر الشافعي حبه لأهل البيت ، وكان مجرد الحب لهم تهمة بالتشيع ، وفي الواقع لم يكن الشافعي شيعياً ، أي موالياً لأئمة أهل البيت ومتابعاً لخطاهم ولكنه مجرد الحب الذي يعلق على فطرة كل إنسان ، ولذلك قال الشافعي : يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله يكفيكم من عظيم الذكر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له مستنداً في ذلك على قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) ( 1 ) . وهي آية صريحة في وجوب حب أهل البيت ( ع ) ، وقد كنت أعجب كيف يجعل الله أجر رسالته في حب أهل البيت ؟ ! ولم يتضح لي هذا الأمر إلا بعدما عرفت كم هي قيمة الابتلاء في حب أهل البيت والتمسك بهم . . وهذا الشافعي نموذج أمامك فما أن أظهر حبه لأهل البيت حتى اتهموه بالترفض ، قال الشافعي : قالوا : ترفضت ، قلت : كلا ما الرفض ديني ولا اعتقادي لكن توليت دون شك خير إمام وخير هاد إن كان حب الوصي رفضاً فإنني أرفض العباد وعندما ظهر منه حبه لعلي ( ع ) ، هجاه بعض الشعراء : د يموت الشافعي وليس يدري على ربه أم ربه الله والشافعي في هذا الجو المشحون ضد أهل البيت وشيعتهم ، لم يتوان في الجهر بالحب لهم حتى أنشد يقول :