وفي المقابل يروى ابن عبد البر بسنده عن سويد بن سعيد قال : ( كنا عند سفيان بن عيينة في مكة ، فجاء رجل ينعى الشافعي ويقول : إنه مات ، فقال سفيان : إن مات محمد بن إدريس فقد مات أفضل أهل زمانه ( 1 ) . وهذا أيضاً خبر مكذوب لأن وفاة سفيان كانت سنة 198 ه أي قبل وفاة الشافعي بست سنوات . ولكن رغم هذا فقد توجهت الطعون على الشافعي فرموه بالاعتزال مرة وبالتشيع مرة أخرى وأنه يروي عن الكذابين وأنه قليل الحديث . وسئل يحيى بن معين : الشافعي كان يكذب ؟ قال : لا أحب حديثه ولا أذكره . وروى الخطيب عن يحيى بن معين أنه قال : الشافعي ليس بثقة . . . . وهناك طعون لا قيمة لها ، ولست في مقام الترجيح والتقييم ، وما أثارني هو تهمة الشافعي بالتشيع ، وتعد هذه التهمة من أخطر الاتهامات في تلك العصور التي كان فيها العلويون والشيعة تبنى عليهم الأعمدة ويقتلون شر قتلة حتى أصبح التظاهر بالعداء لعلي ( ع ) وأولاده وشيعته أمراً رائجاً . . . وللتوسع راجع الكتب التاريخية مثل ، مقاتل الطالبين ، لأبي الفرج الأصفهاني ، حتى تتعرف على نوع قليل من أنواع التعذيب لأهل البيت وشيعتهم ، وبذلك انقسم الناس إلى قسمين قسم صبر وضحى وتمسك بولائه لأهل البيت ، وهم الأقلية ، وقسم وهو السواد الأعظم خضع وباع دينه بدنيا السلاطين ، وقد صدق الإمام الحسين ( ع ) ، عندما قال : الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما د = رث معايشهم ، فإذا ما محصلوا بالبلاء قلّ الديّانون .