ويعلق عبد الحليم الجندي لتلمذة أبي حنيفة على الإمام الصادق ( ع ) بقوله : ( ولئن كان مجداً لمالك أن يكون أكبر أشياخ الشافعي ، أو مجداً للشافعي أن يكون أكبر أساتذة ابن حنبل ، أو مجداً يتتلمذا أن يتلمذا لشيخيهما هذين ، إن التلمذة للإمام الصادق قد سربلت بالمجد فقه المذاهب الأربعة لأهل السنة ، أما الإمام الصادق فمجده لا يقبل الزيادة أو النقصان . فالإمام مبلغ للناس كافة ، علم جده عليه الصلاة والسلام . والإمامة مرتبته وتلمذة أئمة السنة له تشرف منهم لمقاربة صاحب المرتبة ) ( 1 ) . فحقاً إن مجالسة الإمام الصادق ( ع ) شرف يفتخر به ، فهو عالم أهل البيت ومعدن الحكمة . قد اعترف بفضله الأعداء ، قال المنصور : هذا الشجى المعترض في حلقي أعلم أهل زمانه . وإنه ممن يريد الآخرة لا الدنيا . وليس الأمر هو الاعتراف بفضلهن التشرف بمجالسته ، فحسب إنما هو التسليم له والانصياع لأمره لأن طاعته فرض من الله على كل مسلم ، كما هو ثابت بحديث الثقلين ( كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) ومع الأسف لم يكن أبو حنيفة من أهل التسليم له فانفرد بنفسه يفتي برأيه ويقيس في الدين ، ويخالف بذلك أحاديث رسول الله ( ص ) التي لم يقبل منها سوى سبعة عشر حديثاً . . . ! وأختم هذا المقام بمناظرة جرت بين الإمام الصادق ( ع ) وأبي حنيفة عندما جاء إليه أبو حنيفة : قال له الصادق ( ع ) : من أنت ؟ - أبو حنيفة . - مفتي أهل العراق ؟