وعن الوليد بن مسلم قال : قال لي مالك بن أنس : أيُذكر أبو حنيفة في بلادكم ؟ قلت : نعم ، قال : لا ينبغي لبلادكم أن تُسكن ( 1 ) . وقال الأوزاعي : إننا لا ننقم على أبي حنيفة أنه رأى ، لكنا يرى ، ولكنا ننقم عليه أنه يجيئه الحديث عن النبي ( ص ) ، فيخالفه إلى غيره ( 2 ) . قال ابن عبد البر : وممن طعن عليه وجرحه ، محمد بن إسماعيل البخاري ، فقال في كتابه ( الضعفاء والمتروكون ) : أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ، قال نعيم بن حمّاد : حدّثنا يحيى بن سعيد ومعاذ بن معاذ سمعنا سفيان الثوري يقول : استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين ، وقال نعيم الفزاري : كنت عند سفيان بن عيينة ، فجاء نعي أبي حنيفة ، فقال : . . . كان يهدم الإسلام عروة عروة ، وما ولد في الإسلام مولود أشر منه ، هذا ما ذكره البخاري ( 3 ) . وقال ابن الجارود في كتابه ( الضعفاء والمتروكون ) : النعمان بن ثابت جل حديثه وهم . وعن وكيع بن الجرّاح أنه قال : وحدت أبا حنيفة خالف مائتي حديث عن رسول الله . وقيل لابن المبارك : كان الناس يقولون أنك تذهب إلى قول أبي حنيفة ، قال : ليس كل ما يقول الناس يُصيبون فيه ، كنا نأتيه زماناً ونحن لا نعرفه ، فلما عرفناه ( 4 ) .
1 - الخطيب ج 3 ص 374 . 2 - تأويل مختلف الحديث لا بن قتيبة ص 63 . 3 - الانتفاء لابن عبد البر ص 150 . 4 - المصدر السابق .