في قريتنا قريتنا ( ندي ) من القرى الصغيرة في شمال السودان على ضفاف النيل ، ومعظم سكانها من قبيلة الرباطاب ) ، وقد اشتهرت هذه القبيلة بالذكاء وسرعة البديهة ، ويعتمد سكانها على الخيل وزراعة المحاصيل الموسمية . وقد استغل الوهابيون أهلها الطيبين في نشر الفكر الوهابي ، فأثروا بطريقة غير مباشرة على مفاهيمهم وعقولهم ، لكثرة المحاضرات والندوات التي يقيمونها ، فأديت تحفظي في البداية ، وملأت أوقاتي بالقراءة والاطلاع والدعوة إلى مذهب أهل البيت ( ع ) بين الأهل والأقارب . وقد جرى بيني وبين أخي الأكبر كثير من المناقشات والمشادات إلى درجة أنه رفض أن يقرأ كتب الشيعة وهددني بحرقها ، وبعد النقاش تمكنت من التأثير عليه ، فقرأ بعض الكتب أمثال : ( أهل البيت قيادة ربانية ، المراجعات ، معالم المدرستين . . . ) إلى أن هداه الله إلى نور أهل البيت ( ع ) وأعلن تشيعه ، أما بقية الأهل فقد أبدى الغالبية تعاطفهم وتأييدهم . . وبهذا انتشر أمري في القرية ، وبدأت أطرح مذهب أهل البيت على كثير من أهلها ، فشبت نار الوهابية وتأجج غضب مروجيها ، فأصبحت كل محاضراتهم في أية مناسبة كانت هي عبارة عن سب وشتم الشيعة والافتراء عليهم وأحياناً يتعرضون لشخصيتي ، وواجهت كل ذلك بالصبر والصفح الجميل .