أما المغيرة بن شعبة فقد صرح بهذه الضغوط التي سلطها عليه معاوية . روى الطبري عنه : ( أن المغيرة بن شعبه قال لصعصعة بن صوحان العبدي - وكان المغيرة يومذاك أميراً على الكوفة من قبل معاوية - : إياك أن يبلغني عنك أنك تعيب عثمان عند أحد من الناس ، وإياك أن يبلغني عنك أنك تذكر شيئاً من فضل علي علانية فإنك لست بذاكر من فضل علي شيئاً أجهله . بل أنا أعلم بذلك ، ولكن هذا السلطان - يقصد معاوية - قد ظهر وقد أخذنا بإظهار عيبه - أي علي - للناس ، فنحن ندع كثيراً مما أمرنا به ، ونذكر الشيء الذي لا نجد منه بداً ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا تقية ، فإن كنت ذاكراً فضله فاذكره بينك وبين أصحابك ، وفي منازلكم سراً ، وأما علانية في المسجد ، فإن هذا لا يحتمله الخليفة لنا ولا يعذرنا فيه . . ) ( 1 ) . وهكذا استجاب لمعاوية جمع من الصحابة والتابعين ، ومن رفض قتل ، كالشهيد حجر بن عدي وميثم التمار وآخرين . وبهذا ظهرت في تلك الفترة آلاف من الأحاديث المكذوبة التي تنسج فضائل وبطولات للصحابة وخاصة للخلفاء الثلاثة - أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ثم تناقل هذه الأحاديث جيل بعد جيل حتى دونت في المصادر المعتمدة . وإليك بعض النماذج من الأحاديث المكذوبة ، ومن أراد التوسع فليرجع إلى موسوعة الغدير للعلامة الأميني ج 7 ، 8 ، 9 . 1 - الشمس تتوسل بأبي بكر : قال النبي ( ص ) : ( عُرض عليَّ كل شيء ليلة المعراج حتى الشمس فإني سلمت عليها وسألتها عن كسوفها فأنطقها الله
1 - تاريخ الطبري ج 6 ص 108 في ذكر حوادث سنة 43 ه - .