للوقوف في وجه علي وشيعته ، فكانت أول خطوة هي تعرية الإمام ( ع ) من كل فضيلة ومنقبة بل لعنه على المنابر لمدة ثماني عاماً . والثانية هي تشكيل سياج ذي مظهر ميل خلاب حول مجموعة من الصحابة حتى يكنوا رموزاً بدلاً من الإمام علي ( ع ) ، فتحت تهديدات معاوية وإغراءاته انجرف لخدمته مجموعة من المنافقين يضعون الأحاديث كذباً على رسول الله ( ص ) تحت ستار أنهم صحابة رسول الله ( ص ) . قال أبو جعفر الإسكافي : إن معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي تقتضي الطعن فيه ، والبراءة منه وجعل لهم على ذلك جعلاً يرغب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه - منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبه ، ومن التابعين عروة بن الزبير ) ( 1 ) . فهكذا باع هؤلاء القوم آخرتهم بدنيا معاوية ، فهذا هو أبو هريرة كما يروي الأعمش . قال : لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة ، جاء إلى مسجد الكوفة ، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس ، حثا على ركبتيه ، ثم ضرب صلعته مراراً ، وقال : يا أهل العراق أتزعمون أني أكذب على الله وعلى رسوله ، وأحرق نفسي بالنار ؟ ! والله لقد سمعت رسول الله ( ص ) يقول : عن لكل نبي حرماً وإن حرمي بالمدينة ما بين عير على ثور ( 2 ) ، فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله ، والملائكة والناس أجمعين ، واشهد باله أن علياً أحدث فيها . فلما بلغ معاوية قوله أجازه ، وأكرمه ، وولاه المدينة ( 3 ) .
1 - أبو هريرة - محمود أبو ريه - ص 236 . 2 - قال ابن أبي الحديد في شرحه : الظاهر أنه لغط من الراوي ، لأن ثور بمكة . . والصواب ما بين عير واحد . 3 - أحاديث أم المؤمنين عائشة ص 399 .