وقد رأيتك تساميه وأنت أنت ، وهو هو ، أصدق الناس نية ، وأفضل الناس ذرية ، وخير الناس زوجة . . وأنت اللعين ابن اللعين ، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لرسول الله ( ص ) الغواية وتجهدان في إطفاء نور الله ، تجمعان على ذلك الجموع وتبذلان فيه المال ، وتؤلبان عليه القبائل ، وعلى ذلك مات أبوك ، وعليه خلفته . . - ثم ذكر أنصار علي وأتباعه وقال : يرون الحق في أتباعه ، والشقاء في خلافه ، فكيف يا لك الويل ! ، تعدل أو تقرن نفسك بعلي وهو وارث رسول الله ( ص ) ووصيه وأبو ولده : أول الناس أتباعاً ، وأقربهم به عهداً ، يخبره بسره ، ويطلعه على أمره ، وأنت عدوه وابن عدوه ، فتمتع في دنياك ما استطعت بباطلك وليمددك ابن العاص في غوايتك ، فكأن أجلك قد انقضى وكيدك قد وهن ثم يتبين لمن تكون العاقبة العليا ، واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي آمنت كيده ويئست من روح ، فهو لك بالمرصاد وأنت منه في غرور ، والسلام على من اتبع الهدى ( 1 ) . رسالة معاوية في الرد على محمد بن أبي بكر - باختصار - : ( من معاوية بن يخر ، إلى الزاري على أبيه محمد بن أبي بكر . . - يتحدث عن رسالة محمد بن أبي بكر قائلاً : ذكرت فيه ابن أبي طالب ، وقديم سوابقه وقرابته إلى رسول الله ( ص ) ، مواساته إياه في كل هول فكان احتجاجك علي وعيبك لي بفضل غيرك لا بفضلك ، فأحمد رباً صرف هذا الفضل عنك وجعله لغيرك ، فقد كنا وأبوك فينا نعرف فضل ابن أبي طالب وحقه لازماً لنا مبروراً علينا ، فلما اختار الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ما عنده وأتم له ما
1 - مروج الذهب - للمسعودي - ج 3 ص 20 ، تحقيق محمد محي الدين ، دار المعرفة بيروت .