خرّيج كلية القانون - في منزل ابن عمي في مدينة عطبرة ، وقبل غروب الشمس رأيته في ساحة المنزل يتحاور مع أحد ( من الأخوان المسلمين ) الذي كان ضيفاً في البيت ، فأرهفت السمع لأرى فيم يتحادثان . . وأسرعت إليهم عندما علمت بطبيعة النقاش وهو في الأمور الدينية ، فجلست بالقرب منهم أراقب تطورات المحاورة التي امتاز فيها عبد المنعم بالهدوء التام رغم استفزازات الطرف الآخر وتهجمه ، لم أعرف طبيعة النقاش بتمامه إلى أن قال الأخ المسلم : الشيعة كفّار وزنادقة . . . ! ! هنا انتبهت ، وأمعنت النظر ، ودار في ذهني استفهام حائر . . من هم الشيعة ؟ ولماذا هم كفّار ؟ وهل عبد المنعم شيعي ؟ وما يقوله من غريب الحديث ، هل هو كلام الشيعة ؟ ! وللإنصاف إن عبد المنعم افحم خصمه في كل مسألة طُرحت في النقاش ، بالإضافة إلى لباقة منطقه وقوة حجته . وبعد الانتهاء من الحوار ، وأداء صلاة المغرب انفردت بقريبي عبد المنعم ، وسألته بكل احترام : هل أنت شيعي ؟ . . ومن هم الشيعة ؟ ومن أين تعرفت عليهم ؟ قال : مهلاً . مهلاً . . سؤال بعد سؤال . قلت له : عفواً ، أنا ما زلت مذهولاً مما سمعته منك . قال : هذا بحث طويل ، ومجهود أربع سنوات من العناء والتعب مع الأسف لم تكن النتيجة متوقعة . فقاطعته : أي نتيجة هذه ؟ . قال : ركانُ من الجهل والتجهيل عشناه طوال حياتنا ، نركض خلف مجتمعاتنا من غير أن نسأل ، هل ما عندنا من دين هو مراد الله تعالى ، وهو