فأصبح المؤرخون تحت تهديد أو إغراء السلاطين ترتعش الريشة في أيديهم لتزييف الحقائق ، إن السياسة التي اتبعها التيار الأموي ومن بعده العباسي كانت تستهدف من الأساس تشويه صورة أهل البيت ( ع ) ، فكان مجرد التظاهر بالحب لعلي بن أبي طالب وأهل بيته كفيل بهدم الدار وقطع الرزق - حتى تتبع معاوية شيعة علي قائلاً : اقتلوهم على الشبهة والظنة - وحتى بات ذكر فضائلهم جريمة لا تغتفر ، وللتعرف على المأساة التي لاقوها أئمة أهل البيت وشيعتهم في التاريخ ارجع إلى كتاب ( مقاتل الطالبيين ) لأبي الفرج الاصفهاني . فما بال المؤرخين ، هل يتسنى لهم في تلك الظروف القاسية تدوين مناقب وفضائل أهل البيت وذكر سيرتهم العطرة ؟ ! وهكذا أصبحت الأمة تتوارث جيلاً بعد جيل حقائق مشوهة ، بل تطور الأمر إلى أكثر من ذلك عندما أصبح العلماء المتأخرون يبررون للسابقين وينقلون عنهم من غير تأمل أو تدبر ، فتأصلت حالة العداء لأهل البيت وشيعتهم وحالة الجهل والغفلة في الآخرين ، فليس غريباً من ابن كثير عندما أتي لذكر جعفر بن محمد الصادق ( ع ) في حوادث مائة وثمان وأربعين هجرية لا يزيد على قوله : وفيه مات جعفر بن محمد الصادق ، فيذكر موته ولا يروق له ذكر شيء من حياته ، والشواهد على تحريف المؤرخين كثيرة . . نكتفي بذكر نماذج منها : كيف أرخوا لتاريخ التشيع ؟ آ - فقد أرَّخ الطبري - أول مؤرخ في الإسلام - ومن نقل عنه من المؤرخين ، إن مؤسس الشيعة هو يهودي ، اسمه عبد الله بن سبأ من أهل صنعاء .