( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقب الذين من قبلهم ، كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) . وبالعكس تماماً تجد الأمة الجامدة عاجزة عن فهم التاريخ وقوانينه وتجاربه فتفقد بذلك الرؤية والبصيرة التي تجعلها قادرة على استيعاب الحاضر والسير نحو المستقبل . السلطات وتحريف التاريخ : إذن فكل سؤال أو استنكار في البحث التاريخي بداعي عدم إثارة الفتن القديمة أو أي داعي آخر لا محل له ، وإن دل فإنما يدل على جهل صاحبه ، وفي الواقع إن كانت هناك فتنة فهي بسبب ما حدث في التاريخ من تزييف وتحريف ، وإلا فالتاريخ بما هو ، هو مرآة صافية تعكس الماضي للحاضر من غير خداع أو دجل ، ولكن عندما سقط التاريخ في أيدي السياسات المنحرفة تذبذبت صورته وتبدلت أشكاله ، ومن هنا تعددت الآراء واختلفت المذاهب ، وغلا لو كان التاريخ سليماً لانكشف زيفها وعُرف باطلها . وما تعانيه الأمة الإسلامية اليوم من فرقة وشتات وتمزق في الصفوف ما هو إلانتاج طبيعي للانحرافات التي حدثت في التاريخ من تدليس المؤرخين وكتمهم للحقائق ، فهم جزء لا يتجزأ من المخطط الذي استهدف مدرسة أهل البيت من أجل مصالح سياسية ، فقد عمل هذا المخطط على كافة الأصعدة والمستويات ليشكل تياراً آخر ذا مظهر إسلامي في قبال الإسلام الحقيقي الأصلي . وبما أن التاريخ شاهد عيان ينقل رأى فلا بد للمخطط أن يسكته أو يعمِّيَ عليه حتى لا يفضحه ويكشف حيلته ، ومن هنا كان التاريخ تحت قبضة السياسة الحاكمة يدور معها حيثما دارت . ،