ثالثاً : الصحابة وآية الانقلاب ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين ) آل عمران / 144 . إن محور هذه الآية الكريمة يتحدث عن وفاة رسول الله ( ص ) وما يحدث بعده من انقلاب ، وقد جمع هذا المحور في ثلاثة ألفاظ ( وما محمد ) ( أفإن مات أو قُتل ) ( انقلبتم على أعقابكم ) ، للدخول في عمق هذه الآية وإلقاء الأضواء عليها بشيء من التفصيل ، لا بد من طرح بعض الأسئلة المحفزة لاستخراج الفكرة ومحاولة الإجابة عليها . لماذا لم يكتف الباري بقوله ( وما محمد إلا رسول ) ويعقبه مباشرة بقوله ( أفإن مات أو قُتِل ) مع أن سياق الآية يستقيم بهذا ، وإنما ذكر وبصيغة تأكيدية صفة الرسالة فيه وأنه رسول قد خلت من قبله الرسل ؟ ما الفارق بين الموت والقتل ، فحرف أو العاطف يفيد الافتراق بين المعطوف والمعطوف عليه فما الفرق بينهما ؟ ولماذا هذا الترديد من قبل الله تعالى وهو العالم بأن رسوله ( ص ) سيموت ؟ ومن المخاطبون في قوله ( انقلبتم ) ؟ وعلى ماذا انقلبوا ؟ ما هي علاقة الانقلاب بوفاة الرسول ( ص ) ؟ المقام مقام استقامة فلماذا استخدم لفظة ( سيجزي الله الشاكرين ) ولم يقل المستقيمين أو المسلمين أو المؤمنين ؟