الخلفاء هم أئمة أهل البيت : فإن كلمة الخلفاء منه عامة غير مخصصة لفئة معينة ، وتفسير أهل السنة لها بالخلفاء الأربعة تأويل من غير مصدر ولا دليل ، لأن القضية أوسع من المدعى ، بل إن الأدلة تنطق بعكس ذلك إذ أن الخلفاء الراشدين هم الأئمة الاثنا عشر من أهل البيت ، لما ثبت من الأدلة والروايات القاطعة أن الخلفاء بعد الرسول ( ص ) اثنا عشر خليفة ، وقد أورد القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ، قال : ( ذكر يحيى بن الحسن في كتاب العمدة من عشرين طريقا أن الخلفاء من بعد النبي صلى الله عليه وله وسلم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش ، في البخاري من ثلاثة طرق . وفي الترمذي من طريق واحد ، وفي الحميدي من ثلاثة طرق . ففي البخاري عن جابر رفعه : يكون من بعدي اثنا فشر أميرا ، فقال كلمة لم أسمعها فسألت أبي : ماذا قال : قال : كلهم من قريش ، وفي مسلم عن عامر بن سعد ، قال : كتبت إلى ابن سمرة أخبرني بشيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم فكتب إلي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة عشية رجم الأسلمي ، يقول : لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) ( 1 ) . وبعد هذا لا يمكن بأن يحتج محتج بحديث ( وسنة الخلفاء . . ) حاملا ذلك على الخلفاء الأربعة ، لهذا الروايات المتواترة التي بلغت عشرين طريق وكلها تصرح أن الخلفاء اثنا عشر خليفة ، ولا يمكن أن نجد تفسيرا لهذه الروايات في الواقع الخارجي إلا في أئمة مذهب أهل البيت الاثني عشر .
1 - ينابيع المودة ، القندوزي الحنفي ص 104 - منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - لبنان .