فيكون الشيعة بذلك هم الفرقة الوحيدة التي جسدت معاني هذه الأحاديث بولايتهم للإمام علي ( ع ) ثم من بعده الحسن والحسين ثم تسع أئمة من ذرية الحسين ، فيكون العدد بعد ذلك اثنا عشر إماما . ورغم أن كلمة قريش في هذه الروايات مطلقة وغير محددة ولكن بضميمة روايات وقرائن أخرى يتبين أن المراد منه أهل البيت ذلك لوجود روايات متضافرة على إمامة أهل البيت . سنتطرق إلى بعضها في البحوث القادمة . ويكفيكم في هذا المقام رواية ( إني تارك فيكم إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) ( 1 ) : فما دام قيام الدين بولاية اثني عشر خليفة منا صرحت الروايات السابقة ، وفي نفس الوقت هناك روايات تؤكد ملازمة أهل البيت للكتاب ، فذلك خير دليل عل أن المقصود من ( اثني عشر خليفة ) هم الأئمة من أهل البيت . وأما عبارة ( كلهم من قريش ) فما هي إلا تبديل وتدليس في الحديث ، فوضعت حتى تتشوه الدلالة الواضحة في وجوب اتباع أل البيت ، لأن العبارة الصحيحة هي ( كلهم من بني هاشم ) ولكن يد الغدر والخيانة تتبعت فضائل أهل البيت فأخفت منها ما استطاعت وبدلت وغيرت ما يمكن تحريفه ( 2 ) . وهذه الرواية إحدى ضحايا التغيير والتبديل ، ولكن يأبى الله إلا أن يظهر نوره ، فقد نقل القندوزي الحنفي نفسه في ينابيع المودة : ( وفي المودة
1 - إن عليا ( ع ) هو أول الأئمة الاثني عشر إنما يناقش الكاتب هنا النظريتين هل هم أربعة خلفاء أم اثنا عشر خليفة ؟ من هؤلاء الإثنا عشر و إلى أين ينتمون ؟ 2 - راجع فصل تحريف المحدثين للأحاديث .